«الجزيرة» - وكالات:
قال تلفزيون دولة الكويت إن الممثل عبدالحسين عبدالرضا توفي الجمعة في أحد مستشفيات لندن عن 78 عاماً، وكان الفنان الراحل نقل إلى المستشفى قبل أيام قليلة إثر تعرضه لأزمة صحية أثناء وجوده في العاصمة البريطانية.
وسبق للفنان الراحل أن تعرض لعدة أزمات صحية، منها كانت بعام 2003م، عندما تعرض لأزمة قلبية أثناء تصويره لمسلسل «الحيالة» نقل على إثرها إلى المستشفى وتبين إصابته بانسداد في الشرايين، ثم سافر بعدها إلى لندن لإجراء جراحة عاجلة، وعاد بعد شفائه لإكمال تصوير المسلسل، كما تعرض لأزمة حادة في عام 2005 إثر إصابته بجلطة في المخ أدخل على أثرها العناية المركزة بمستشفى مبارك الكبير ونقل بعدها للعلاج في ألمانيا، بعد الانتهاء من مسلسل «العافور» أجرى عمليتي قسطرة للقلب في لندن عام 2015، وفي يوم 9 أغسطس الجاري 2017 تم نقله إلى المستشفى حيث تعرض لوعكة صحية شديدة في العاصمة البريطانية لندن.
ونعى وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء ووزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح الفنان الراحل في بيان جاء فيه أن «الفنان عبدالحسين عبدالرضا حمل من خلال أعماله هموم الشارع العربي والخليجي بشكل خاص في أزمنة مختلفة».
وأضاف البيان «تمكن الفنان الراحل من ملامسة قلوب الجمهور عبر بساطة الطرح وعفوية الأداء، ما أكسبه شهرة واسعة على المستويين الخليجي والعربي».
وولد عبدالرضا في دروازة عبدالرزاق بفريج العوازم في منطقة شرق بالكويت، في 15 يوليو 1939، لأب يعمل بحارًا، وهو السابع من بين أخوته الأربعة عشر، وتلقى تعليمه في الكويت حتى مرحلة الثانوية العامة، في مدرستي المباركية والأحمدية.
وعمل في وزارة الإرشاد والأنباء في قسم الطبع، ثم سافر في بعثة إلى مصر على نفقة الوزارة عام 1956 لتعلم فنون الطباعة، وفي عام 1961م، سافر في بعثة إلى ألمانيا لاستكمال الدراسة في فنون الطباعة، وتدرّج في الوظائف الحكومية حتى وصل إلى منصب مراقب عام قسم الطباعة في وزارة الإعلام عام 1959م، حتى تقاعد في 30 سبتمبر 1979م.
وهو أحد مؤسسي الحركة الفنية في منطقة الخليج، وحفل مشوار الفنان الراحل بعشرات المسرحيات والمسلسلات التي قدمها على مدى أكثر من خمسة عقود، وتزوج أربع مرات ولديه ثلاث بنات وولدان أكبرهم عدنان وأصغرهم بشار الذي يعمل في المجال الفني، وله محاولات في كتابة الشعر وإعداد البرامج التلفزيونية، ومنى ومنال (فنانة تشكيلية خريجة جامعة الكويت) وبيبي.
وهو من أسرة فنية، حيث إن أخاه «أمير» فنان تشكيلي، وأيضًا قدم مسرحيات وأوبريتات بفن الدمى بشخصية «بو زعلان»، كما أن ابن أخيه هو الممثل علي محسن، وأيضًا ابن عمه المغني الراحل غريد الشاطئ.
وأسس عبدالرضا فرقة المسرح العربي في مطلع الستينيات من القرن الماضي وفرقة المسرح الوطني في السبعينيات وتعددت مواهبه، فشملت التلحين والغناء كما خاض مجال الإنتاج الفني.
وألّف عدداً من الأعمال الفنية على غرار مسلسلي «درب الزلق» و»الأقدار» ومسرحيات «باي باي لندن» و»سيف العرب» و»فرسان المناخ» و»عزوبي السالمية»، وللفنان الراحل مسرح يحمل اسمه في العاصمة الكويت.
وترجع بداياته الفنية إلى ستينيات القرن الماضي حيث شارك في أول عمل مسرحي باللغة العربية الفصحى، تحت عنوان «صقر قريش» عام 1961م، وشارك عبدالرضا في تأسيس فرقة المسرح
العربي سنة 1961م، وفرقة المسرح الوطني سنة 1976، كما قام في عام 1979 بتأسيس مسرح الفنون كفرقة خاصة.
ولعب دور البطولة في نحو 33 مسرحية أشهرها «باي باي لندن» و»بني صامت» و»على هامان يا فرعون» و»سيف العرب»، وقد كتب أيضاً بعض الأعمال المسرحية التي مثل فيها.
وفي التلفزيون، شارك في تمثيل نحو 30 مسلسلاً تلفزيونياً، من بينها «درب الزلق» و»الأقدار» الذي كتبه بنفسه، وكان آخر ظهور له في مسلسل «سيلفي 3» رمضان الماضي.
كما خاض عبدالرضا تجربة الغناء والتلحين، وشارك في أداء عدد من الأوبريتات الغنائية، فضلاً عن تقديم بعض الأغاني في عدد من أعماله المسرحية، واشتهر عبدالرضا بنقده الساخر للأوضاع السياسية والاجتماعية السائدة في المنطقة العربية الذي ضمنه في العديد من أعماله المسرحية والتلفزيونية.