«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
بعد نشر إطلالة (الخادمات في بلادنا لماذا) في هذه الصفحة مؤخرا، وصلتني ردود مختلفة عبر الواتساب تشيد بما جاء فيها من إشارات ومعلومات. لكن اتصال السيدة الفاضلة ولأطلق عليها اسم (X) كان فيه الكثير من القسوة على شخصي الضعيف متهمة إياي بأني ضد المرأة المواطنة، وأنني بإثارتي موضوع الخادمات أرتكب إثارة مرفوضة، فالحاجة إلى الخادمة باتت أكثر من ضرورية. فطلبت منها أن تكتب رأيها وتبعثه للصحيفة إذا كانت جادة فيما تشير إليه. وإذا كنت قد بالغت في سرد ظاهرة الخادمات التي استنزفت جيوب الأزواج المغلوبين على أمرهم في هذا الزمن، الذي باتت فيه بعض الزوجات، وأقول بعض وليس كل، فهناك زوجات كان الله في عونهن مازلن يعملن ويقمن في ذات الوقت بمختلف الواجبات الزوجية والأعمال المنزلية وحتى الاهتمام بأطفالهن. بل هناك من لديها مشاركات اجتماعية لا يمكنها التملص أو الهروب منها. وما أكثر المناسبات الاجتماعية النسائية. فهذه والدة ولابد من زيارتها مع هدية ثمينة وتلك مخطوبة، وثالثة تحتفل بعيد ميلاد المحروسة ابنتها. ولا بد من المشاركة في الحفل مصحوبة بهدية. عشرات المناسبات والتي تأخذ جل وقت الأمهات والزوجات. في مجتمع يقدس التقاليد والعادات، وهذه ظاهرة محمودة ومشكورة لكنها بالطبع على حساب ميزانية الأسرة، فليس هناك عملية ترشيد لنوعية الهدايا التي تقدم فهي عادة تتسم بالفشخرة وحب الظهور المبالغ فيه حد المفاخرة.
قبل أيام بعث لي أحد زملاء العمل القدامى عدة صور التقطها (لغيض من فيض) مما وصل إلى منزلهم من هدايا حسبها بعشرات الآلاف من الريالات، كان الكسبان فيها أصحاب محلات الحلويات ومتاجر الهدايا والمجوهرات. وقال تصدق يا أبو عبد الله لقد احترنا أين نضع هذا الكم الهائل من الهدايا والتي بعضها ثمين جدا، ولا شك سوف يستفيد منها وبصراحة من خلال عملية الإهداء من جديد. لكن هناك هدايا كالشكولاته والحلويات لها تاريخ محدود. وصرنا نقدم الشكولاته الثمينة حتى لعمال النظافة في الشارع. ويا ليت تكتب أو تشير إلى أن تستبدل هدايا "الشكولاته" بقطعة صغيرة من الذهب أو حتى باقة ورد صناعية يدوم وجودها في المنزل، أو حتى لوحه تشكيلية سعودية تزين بيوتنا التي باتت خاضعة للجمال الأجنبي، وراح يضيف صدقني تحولت بيوتنا إلى أجواء غربية، ديكوراتنا ولوحاتنا مستوردة تزينها الجماليات المقلدة وحتى المغشوشة من محلات النصف كم. وأصيب أطفالنا بالسكري والسمنة نتيجة تناولهم الشكولاته والحلويات بكثرة نتيجة لما يهدى لأسرنا منها في كل مناسبة. وأضاف محتداً أين دوركم يا رجال الإعلام عن جانب التوعية في مجال الابتعاد عن الركض خلف تقليد الآخرين. وتذكرت قبل عقود حيث طلبت مني زوجتي "الجوهرة" أن أكتب زاوية اقترح فيها أن تقدم هدية لكل عروسين جدد في مختلف مدن المملكة اشتراك في صحيفتين محليتين، على أن من يقوم بدفع قيمة الاشتراك من الأهل أو المعارف يحصل على نسبة خصم جيدة. وسوف يكون لهذا الاشتراك فائدة كبرى للأسرة. منها الاطلاع على آخر الأخبار وما تزخر به الصحفيتان من مواد دسمة ومتعوب عليها. إضافة إلى تعودهم على القراءة والاطلاع. ولو نفذت هذه الفكرة فلنتصور حجم أعداد المشتركين والمشتركات في صحفنا المحلية.. يا ليتنا نفعل ذلك؟!.