«الجزيرة» - المحليات:
يخوض مركز الحرب الفكرية التابع لوزارة الدفاع في المملكة العربية السعودية بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيزنائب خادم الحرمين حربًا من نوع آخر، عبر تعرية الفكر الإرهابي، وإزالة الغموض حوله، خاصة ما يتصل باستغلال البعض الدين الإسلامي، سواء من ناحية المصطلحات أو إسقاط بعض الآيات والأحاديث على أحداث آنية، دون دراية أو فهم شرعي.
ويعمل فريق مركز الحرب الفكرية بجهد دؤوب في الشبكات الاجتماعية بمختلف اللغات لكشف زيف التنظيمات الإرهابية، ووضع الأصبع على مواضع الشبهة، وتفنيدها دينيًّا وعقديًّا تفنيدًا يبيِّن سماحة الدين الإسلامي، وحرصه على أمن الإنسان في كل أصقاع الدنيا. كما يحارب المركز الطائفية بكل أشكالها، مؤكدًا أن «الطائفية» حالة بؤس تفتقد الوعي الديني (بوصف التنوع سُنة كونية)، والمنطق العقلي (بوصف التعايش ضرورة إنسانية).
ويعرِّف مركز الحرب الفكرية نفسه بأنه مركز عالمي، يتبع وزارة الدفاع بالمملكة العربية السعودية، ويختص بمواجهة جذور التطرف والإرهاب، وترسيخ مفاهيم الدين الحق. وتعلو آية {وكذلك جعلناكم أمة وسطًا} حساب المركز على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
وخلال الأيام الماضية كشف المركز طريقة عمل «جماعة الإخوان» باعتبارها جماعة إرهابية محظورة، مشيرًا إلى أن تكتيكها يعتمد في مناطق تركيزها وتمددها على الدخول في برامج التحصين والمراجعات الفكرية لتجنيس أفكارها وحماية رموزها، مبينًا أنه «يمكن الاستدلال على خطر هذا التسلل عبر (البرامج والمراجعات)، والسعي في أساليب التمويه والتمرير». واعتبر المركز ذلك اختراقًا؛ إذ «يمثل هذا الاختراق السبب الرئيس في تمدد ذلك الفكر، فضلاً عن الفشل الحتمي والملموس لتلك البرامج والمراجعات».
وطالب المركز بمراجعة إجراء مسح لتلك البرامج والمراجعات، فإذا لم تتضمن القيام بواجب مسؤوليتها المنوه عنها لزم «حلها»، و»التعقيب عليها»، و»تصحيح تكوينها».
وحول الفكر المؤدلج قدم حساب مركز الحرب الفكرية معلومات مهمة لمتابعيه، مؤكدًا أن هذا الفكر المؤدلج يتصف «بازدواجية المعايير» و»الفجور في الخصومة» و»الإسفاف في العبارة» و»التغطية على مزالق أتباعه»، وأنه «بعد اليقظة الإسلامية لخطورة تلك الأفكار شرعت تنظيماتها إلى التسلل بصيغ أخرى لعقول بعض المحسوبين على العلم والدعوة فخانوا دولهم وألبوا عليها». وخلص إلى أن رموز المخترقين بالفكر المؤدلج و»الارتداد على المنهج الشرعي» هم قادة التحريض على دولهم، وفي طليعتهم دعاة الفتنة من أصحاب البيانات والإثارة.
ويبذل فريق عمل المركز بإشراف معالي الشيخ الدكتور محمد العيسى جهودًا متواصلة لتعزيز صورة الإسلام المعتدل مؤكدًا أن قيم الإسلام تدعو للتسامح والتعايش، وأن المركز يسعى لمواجهة أفكار الكراهية والإقصاء؛ ما جعله أداة قوية للتنوير وتوعية الشباب ضد الفكر المتطرف من خلال برامج مختلفة، تهدف إلى تفكيك الأساليب التي يستخدمها الإرهابيون في تجنيد الأتباع. ويعتمد مركز الحرب الفكرية على الدراسات والبحوث العلمية في تعزيز قيم التسامح والاعتدال والحوار في الدول الإسلامية عبر أطروحات معتدلة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية من خلال منصات التواصل الاجتماعي والمنتديات البحثية الدولية.