فهد بن جليد
لا يمكن أن تعترف قناة الجزيرة القطرية بأنَّ الأمريكان يألفون السعودية والإمارات أكثر من قطر -كما نشرت الواشنطن بوست- لأنّها لا تؤمن ولا تُطبق شعارها الزائف -الرأي والرأي الآخر- الذي صدَّعتنا به على مدى عقدين من الزمن، مُدغدغة به مشاعر البسطاء من المُتلقين العرب، بينما تُمارِس التضليل والخداع، بانتقائها الأخبار والدراسات واستطلاعات الرأي العالمية تبعاً لأجندتها المشبوهة التي تخدم تنظيم الحمَدين الإرهابي.
يستحيل أن تعترف القناة الفاجرة بأنَّ 50 في المائة من الشعب الأمريكي معارضون لما تقدمه من برامج وأخبار، ويرون محتواها خارج إطار حرية الرأي والتعبير لأنّها ببساطة تقدم كل ما هو سلبي عن صورة أمريكا في الخارج، كما يقول واحد من بين كل أربعة أشخاص، شملهم الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة يوجوف الأمريكية في أحدث استطلاعات الرأي هناك، فكيف هي الصورة لدى الشعوب الخليجية والعربية القريبة التي تأذَّت من المحتوى الفاسد والمُضلِل الذي تبثه الشبكة الاستخباراتية طوال الوقت، خصوصاً أنَّ 44 في المائة من الأمريكيين البعيدين -نوعاً ما- عن السهام السامة التي تطلقها القناة باللغة العربية، والذين شمِّلهم الاستطلاع يرون أنّها منَّصة للجماعات الإرهابية.
استطلاع الرأي تجاوز القناة ليعكس -بوضوح- أنَّ ثلثي الشعب الأمريكي (67 في المائة من عيِّنة الاستطلاع) يرون أنَّ الحكومة القطرية داعمة للإرهاب، وهو ما لا يمكن أن تسمَعه أو تُشَاهده على شاشة القناة الكاذبة، التي تحترف التضليل والخداع بفبركة الأخبار للمُتلقي العربي، لصناعة صورة مُغايرة للحقيقة تدعم التوجهات والأفكار الإرهابية التي يتبنَّاها من يقوم بدعم القناة، بعد أن تقوم بتغليفها بنكهة الأخبار المُستقلة -خارج الفلَّك الإعلامي العربي- حتى تستهوي الشعوب والبسطاء، وتمرّيرها في صورة آراء وتعليقات وتغطيات ونقاشات، بينما هي في حقيقتها مُجرّد -أجندة سوداء- يتم تسريبها وتفعيلها والعزف على أوتارها للتأثير السلبي ضد قضايا العرب والمسلمين, وإن أعجبت نغماتها بادئ الأمر أذن مُستمع تلذَّذ، ولم يع خطرها.
يوماً بعد آخر يتكشف لمزيد من شعوب الأرض (البعيدة) خطر التنظيم القطري الإرهابي الذي يعشق الدمار والخراب والخداع، وما تبثه وتنطق به (قناة الجزيرة) لسان السم الأسود، وهو سرُّ مُقاطعة الجيران والأشقاء الذين اكتشفوا مُبكراً خيوط اللعبة القذِّرة، ولا عزاء لمن لم يستوعب خطر قطر بعد.
وعلى دروب الخير نلتقي