د. أحمد الفراج
كانت تنظيمات الإخوان في الخليج، ولا تزال، هي أهم الأسلحة التي تستخدمها قطر في حربها على جيرانها في الخليج، فلا أحد يجيد إثارة البلبلة، وتحريك العوام، مثل أعضاء هذا التنظيم البائس، وذلك لأنهم يستخدمون الدين في مجتمعات محافظة، ولم يقصر إخوان الخليج في أن يكونوا الذراع لحكام قطر، الذين عرفوا نقطة ضعف هؤلاء الحزبيين، أي المال، إذ أغدقوا عليهم من الأموال ما ينوء بحمله العصبة أولي القوة، حتى سكنوا القصور، وركبوا أفخم السيارات، وأصبحوا يتفاخرون بأرصدتهم المليونية، وينشرون صورهم من أرقى منتجعات العالم، أما أبناؤهم، فقد أرسلوهم إلى عواصم الغرب، في الوقت الذي كانوا يرسلون أبناء غيرهم إلى مواطن الصراع والفتن بأوامر قطرية، ثم تنصلوا من جرائم التحريض التي ارتكبوها، وكأن شيئًا لم يكن!
ومع أن إخوان المملكة خنسوا، وسقطوا سقوطًا مروعًا، بعد قرار مقاطعة قطر، وذلك بقرار سعودي شعبي، بعد أن اكتشف الشعب حقيقتهم، وولاءاتهم الخارجية بلا لبس، إلا أن قطر وجدت في إخوان الكويت ملاذًا لها، فمن يتابع نشاط إخوان الكويت الإعلامي مؤخرًا، يلحظ أنهم أصبحوا أهم الأبواق القطرية، سواء في القناة الاستخباراتية، التي تسمى الجزيرة، أو في منصات التواصل الأخرى، المدعومة قطريا، أو في حساباتهم الشخصية على تويتر، وبلغ الأمر أن إخوان الكويت تجرؤوا في التشكيك بدور المملكة الرئيس في تحرير الكويت، ونسبته إلى قطر، هكذا بلا حياء ولا خجل، ولا غرو، فهم الذين وقفوا مع الطاغية صدام حسين، حينما احتل بلدهم، فالخيانة طبع إخواني صرف، ومن يقرأ أدبياتهم، منذ تأسيس هذا التنظيم المشبوه، يلحظ أن الاغتيالات، وطعن الأوطان، والتحالف مع الأعداء، هي الأركان التي يعتمدها التنظيم، في سبيل الوصول إلى أهدافه!
إخوان الكويت كانوا، وما زالوا، ينخرون في وحدة الكويت، تماماً كما يفعل إخوانهم في المملكة، وهذا شأن كويتي خاص. هذا، ولكنهم اليوم أصبحوا خناجر تطعن المملكة بأوامر قطرية، وتجاوزوا كل الحدود، ومن يتابع قناة الجزيرة، يلحظ أن معظم ضيوفها من إخوان الكويت، وهم مثل هواتف العملة، يهذرون على قدر ما يوضع في جيوبهم، ولا يتورعون عن قول أي شيء، طالما أنه في سبيل نصرة ولي نعمتهم، ومثلما أن تنظيم الإخوان الدولي حليف رئيس لنظام الملالي في طهران، فإن إخوان الكويت يتحالفون مع الصفويين هناك، ويتناغمون فيما بينهم للدفاع عن قطر، الدويلة التي ترعى الإرهاب، ويهاجمون المملكة وحلفاءها، وأظن أن إساءاتهم لوطننا قد تجاوزت الخطوط الحمراء، وهنا لا بد من وقفات جادة، فالأمر لم يعد يحتمل، وأصبح لجمهم مهمة وطنية في غاية الأهمية!