حميد بن عوض العنزي
تأسيس تلك الجمعيات الخيرية يُعدُّ ركنا أساسيا ومهما في رفد التنمية الاجتماعية، والحق أن القطاع على مستوى التطوير يشهد هدوءا مستمرا، فعلى الرغم من الدعم المادي الهائل الذي يحظى به هذا القطاع سواء من الدولة أو من المحسنين إلا أنه بقي متأخرا عن ركب التطور الإداري والتقني ولا يزال بدائيا في كثير من أعماله.
من غير المقبول - على سبيل المثال - أن ترى الأعداد الكبيرة من البشر وبجميع فئاتهم من رجال ونساء وأطفال تقف طوابير لساعات أمام الجمعيات الخيرية في عيد الأضحى أو في رمضان لاستلام إعانات الأغذية، دون وجود أي تطوير في آلية تقديم تلك المساعدات لمستحقيها.
أعود لأقول ان الميزانيات الهائلة التي تدخل حساب تلك الجمعيات تجعل من عملية التطوير واجبا على عاتق القائمين عليها، ولا سيما إذا ما أدركنا أن مشروعات خيرية نشأت باجتهادات فردية تجاوزت في عطائها وأدائها تلك الجمعيات التقليدية، ولعل بنك الطعام السعودي «إطعام» يُعدُّ مثالا حيا على ما ذكرت.
من المهم أن نتجاوز فكرة ان يكون العمل الخيري حكرا على فئة معينة دون أخرى، وأن ينطلق العمل الخيري بلا حواجز وهمية وان يتجاوز نطاق «الفئوية» التي لا تستوعب أية محاولة للتطوير والنهوض بالعمل الخيري.
كثير من المشروعات الخيرية يقف عليها شبان وفتيات متطوعون أو متعاونون يعملون دون كلل أو ملل وبلا مقابل، لكن المؤسف في بعض الأحيان أن يقف خلف هؤلاء قيادات لا تمتاز سوى في الأمر والتوجيه وإلقاء المهام والواجبات على الآخرين دون إجراء أي مراجعات أو تطوير إداري ينعكس إيجابا على أداء وسمعة الجمعية.
لا ننكر ان هناك رجالا عملوا ويعملون بإخلاص ولهم جزيل الشكر، ولكن الزمن يتغير وعجلة التطوير تسير بلا توقف والشباب اليوم يمسكون بزمام المبادرات الخلاقة التي لا يجب ان يتخلف عنها العمل الخيري، خصوصا في جمعيات البر التي تحتاج إلى تغيير شامل في السياسات والآليات والأفكار وكذلك الرقابة والشفافية.