جاسر عبدالعزيز الجاسر
فرقٌ شاسع بين من يُعمِّر وبين من يدمِّر، ليس فقط في الناتج النهائي للمكان المستهدف بل أيضاً في العمل والسلوك، فالذي يسعى إلى التعمير وإلى تنمية البلاد وخدمة المواطنين يهيىء كل الظروف والإمكانات لمساعدة البشر وتقديم الخدمات والحماية لهم، وفي النهاية تحقيق مكان جديد وعمران حديث وتنمية للمدينة والحي. أما من سعوا للتدمير وارتكاب جرائم الإرهاب فقد نشروا الإجرام والفوضى، وعملوا حتى على تفشي المخدرات وسرقات من خلال المتاجرة وتهريب المخدرات وسرقة الأموال من منازل المواطنين والبنوك التي تقدم خدمات للمواطنين.
كل هذا يتجسد بوضوح في مدينة العوامية وبالتحديد في حي المسورة، فهذا الحي الذي أراده الإرهابيون وعملاء ملالي إيران ومرتزقة المال القطري المحرم أن يحوله إلى وكرٍ للإرهاب، إذ حوَّل هؤلاء الإرهابيون حياة آلاف المواطنين الذين يقيمون في حي المسورة وما حولها إلى جحيم حقيقي، إذ كانوا يستهدفون سكان الحي من المواطنين وكل من يدخل الحي من رجال الأمن، وحتى الموظفين العاديين وعمال البلدية وشركات المقاولات، كما وقفوا في وجه تحديث وتطوير الحي وتحويله إلى واجهة حضارية تخدم أبناء العوامية وكل أهل القطيف ومن يزوره من أبناء المملكة والسواح، هؤلاء الإرهابيون عملاء ملالي إيران وخدم المال القطري المحرم حولوا الحي إلى مستودع لأسلحة الدمار التي يستهدفون بها تدمير منشآت الوطن وقتل أبنائه، ليس في العوامية والقطيف فحسب بل في كل أرجاء المملكة. ولأن حزم الدولة لا يقبل التهاون، وأن هدف التعمير لا يتراجع، فقد خاضت أجهزة الأمن معركة شرسة ضد هؤلاء الارهابيين استمرت أكثر من شهرين، قدم رجال الأمن العديد من التضحيات والشهداء، إلا أنه في النهاية تم تطهير حي المسورة في مدينة العوامية، وزارها الصحفيون قبل يومين بصحبة مسؤولين من أمانة المنطقة الشرقية ومحافظ القطيف، ليشهدوا حياً هادئاً لا يُسمع فيه سوى هدير معدات البناء مع بدء مسيرة التعمير بعد هزيمة جنود الشر والإرهاب وكسر شوكة عملاء إيران وعبدة المال القطري.
حي المسورة سيكون واجهة حضارية لكل مدن القطيف، وقد بدئ في إزالة جميع المباني القديمة وعددها 488، ومن قبل تم تعويض ملاكها وسُلِّمتْ لهم شيكات بقيمة التعويض في فترة قياسية، كما تم تهيئة منازل وإقامات بديلة لجميع سكان حي المسورة وتعويض الأهالي الذين غادروا الحي نتيجة اعتداءات وسطوة الإرهابيين قبل أن تتم كسر شوكتهم، ودُفعت قيم الإيجارات التي تكبدها المواطنون الذين تركوا الحي أو الذين كانوا يقيمون بمحاذاته، وهؤلاء سيعودون إلى المنازل الحديثة بعد أن يتم استكمال تعمير الحي وتطويره، ليظهر مدى الفارق الشاسع بين من يسعى لتعمير وتطوير البلاد وخدمة العباد وبين من يعمل على هدم وتدمير الوطن وقتل أبنائه خدمة لأعداء الإسلام والملة والسعودية.