مع انفتاح مواقع التواصل الاجتماعي خرج للعالم ما يسمى بـ( فئران تويتر).
قد يبدو هذا المصطلح غريباً بعض الشيء, لكن هذا التوصيف -من وجهة نظري - هو التوصيف الذي يمكن أن يُقرّب المعنى المراد للفهم.
هذه الفئران وإن كانت بشرية إلا أنها تجيد عمل القوارض؛ فهي تنشط مع الأخبار الحساسة؛ إذ لديها حاسة شم متطورة في (التايم لاين) لأي خبر يخص المملكة العربية السعودية.
كما أن لها نظام تكاثر هائلاً ومرعباً في مواجهة المخاطر الجمة التي تعترضها؛ فهي لا تدخل فرادى بل جماعات شرسة, وكأن بينها مجموعة واتساب مشتركة, أو حتى مجموعة خاصة في تويتر.
وكما أن الفئران تعيش على النباتات والثمار بشكل خاص، مما يجعلها أحد الأسباب الرئيسية لتلف المحاصيل, فإن هذه الفئران تعيش على العبث بأخبار النماء, والازدهار الذي تنعم بها المملكة العربية السعودية, بل تحاول التشكيك في مشاريع النماء القادمة؛ لتهز ثقة المواطن بقيادة وطنه.
هذه الفئران تشبه تماماً ذلك النوع الذي يمكن أن يأكل جثث الفئران الأخرى؛ فهؤلاء لديهم هذه الخاصية النتنة؛ فهم يجيدون الغيبة والنميمة والافتراء. وكما أن الفئران قد تقضم من ذيلها في حال عدم توافر الغذاء الكافي لها فإن فئران تويتر يمكن أن تخوض في لحوم بني جلدتها؛ لتقنعك بأن ما تقوله عن وطنك هو الحق المبين, وتنطلي عليك فكرة الحياد التي يتغنون بها.
هذه الفئران ليس لديها حساسية عالية تجاه السياسة السعودية وحسب, بل حتى أخبار المجتمع السعودي؛ فأي خطأ محتمل الوقوع في أي مجتمع بشري على هذه الأرض لا بد أن يُكبّر وينتشر انتشار النار في الهشيم إذا كان الأمر متعلقاً بالمجتمع السعودي.
مؤخراً أصبحت هذه الفئران تلعب دور الأجسام الغربية في الجسم السليم؛ فما إن ترى الشعب السعودي يفتخر بوطنه في الوسوم المشرفة حتى تهاجمه لاعبة على وترين:
الوتر الأول هو الصراخ باسم الإنسانية وحشرها في كل شاردة وواردة حتى في إقامة شرع الله المنصوص عليه في الكتاب والسنة. وهذا الوتر هو الذي يقدمون من خلاله المعلومات المغلوطة الجاهزة من صور مفبركة, وتسميات مشوهة, وتزييف للتاريخ, وتشكيك فيه, بل حتى تشكيك في مصدر النص الشرعي, وتفسيره.
الوتر الثاني يكمن في إظهار المملكة العربية السعودية على هيئة مسرح العرائس الذي يُحرك فيه العالم بخيوط خفية, لغايات لا يمكن أن يصدقها عقل عاقل.
وأخيراً:
هذه الفئران - وبكل أسف - ليست كلها من خارج الحدود؛ فبعضها فئران محليّة؛ الوطنية عندها ذلة, والوطن مقبرة, والدِّين قيد.
- د. زكيّة بنت محمّد العتيبي
Zakyah11@gmail.com