هالة الناصر
لا أعرف ما هو نوع النحس الذي يعتري وزارة الصحة ويجعلها عاجزة عن تحقيق أي تقدم يذكر في أي مجال، ماهرة جداً في الخروج من الكوارث بكوارث أشد من سابقاتها، هذا الفشل ليس له سوى تفسير واحد وهو أنها مصابة بالعين مما بجعل النحس يلازمها منذ تأسيسها وحتى كتابة هذه السطور، لم يبق أمام وزارة الصحة سوى أن تلجأ لأحد المقرئين علّه يعالجها بالرقية ويطرد هذه العين القوية التي تسكن أروقتها منذ تأسيسها، مما جعلها غير قادرة على الشعور بواجباتها وإهمال حاجات المواطن التي جعلته يائساً من التعامل معها، بدءاً من الأخطاء الطبية وانتهاءً بنقص الأسرة ومروراً بضعف دقة التشخيص، رغم تقدم الأجهزة الطبية التي لم يواكبها تقدم بشري سواء في الفكر الإداري أو المهني، الذي يثبت أن وزارة الصحة مصابة بعين، هو تصرفها الأخير الذي ليس له سبب يذكر غير ذلك، حيث قامت بتوزيع عشرات الآلاف من الآيسكريم في جميع مبانيها لمساعدة الموظفين على مقاومة الحر كما قالت في إعلانها عن هذه المبادرة الجهنمية، إعلان عندما تراه تعتقد في الوهلة الأولى بأنه إعلان لروضة أطفال لتخفيف رهبة يومهم الأول خارج منزل أهاليهم، صورة لثلاثة آيسكريمات متقاطعة مكتوب تحتها بالعامية ( يبيلها عسكريم)!، وكأن مهام وزارة الصحة انتهت على أكمل وجه وميزانيتهم تبقى منها الكثير من المال ولم يبق لهم سوى طرح أفكار رفاهية لدعم موظفيهم ، مثل هذه المبادرات غير المدروسة التي تفتقد للخبرة والإحساس بالمسؤولية تزيد الطين بلة، وتجعل المواطن يشعر بيأس أكبر، وهو الذي يعاني من تقصير وزارة الصحة في تقديم أبسط الخدمات التي ينتظرها منها منذ عشرات السنين، هذا غير الكثير من موظفي الصحة أنفسهم الذين يشعرون بعدم الرضى تجاه أداء وزارتهم الإداري والمهني، المضحك أن حملة ( يبيلها عسكريم) انطلقت بعد يوم واحد من مطالبات المواطنين وكتاباتهم لوزير الصحة عبر هاشتاق بعنوان: ماذا تطلب من وزير الصحة، المضحك أكثر والمبكي في ذات الوقت، أن وزارة الصحة تواجه خطر تحول مرض السكر إلى وباء، حيث تحتل السعودية المرتبة الأولى عالمياً في عدد مرضى السكر في الوقت الذي تقوم فيها وزارتنا بحملة توزع خلالها الآيسكريم!