د. عبدالرحمن الشلاش
خروج بعض خطباء الجمعة عن النص وتجاوزهم لأهداف ومقاصد ومرامي الخطب أمر غير جديد علينا سواء من الطائفة السنية أو الشيعية. المارقون أو الخارجون عن الصف ظهروا في فترات متباينة مستغلين الظروف لتأليب الناس وتحريضهم وشحن الأجواء كي تكون مهيأة للانفجار سواء بالتلميح أو التصريح والتركيز على أي سلبية أو التعليق على أي قرار لا يعجبهم. عودنا هذا البعض على التدخل في الشؤون السياسية والاقتصادية والدعاء لجماعات خارجة عن القانون.
في نهاية الأسبوع الماضي، أصدرت المحكمة الجزائية حكما ابتدائيا بتعزير متهم سعودي بالسجن 13سنة بعد ثبوت استغلاله خطب الجمعة في غير ما خصصت له, وقيامه بتأييد حزب الله الإرهابي والترويج لرموزه وانتقاده لدول الخليج على تصنيفها هذا الحزب أنه إرهابي والتدخل في سياسة المملكة الداخلية والخارجية, وإثارة المجتمع على الدولة ناقضا التعهد المأخوذ عليه بعدم استغلال خطب الجمعة.
واضح من نص الحكم أن الخطيب شيعي سعودي موال لحزب خارجي معاد, فهو بذلك خائن للوطن الذي يحتضنه على أرضه ويطعمه من خيراته, وناكث للعهود والوعود, ومحرض لأبناء طائفته بدلا من أن يكون عنصرا فعالا في إصلاحهم وإرشادهم للطريق الصحيح وتحذيرهم من سلوك الطرق الملتوية. الخطيب من هذا النوع لا يختلف عن الإرهابي إن لم يكن أشد منه وأخطر.
خطب التحريض هذه هي امتداد لخطب نمر النمر في الجانب الشيعي وحيالها لم يتحرك الكثير من الكتاب والمثقفين الشيعة ولو للإنكار على مثل هذه النوعية الشاذة من الخطباء من أذناب الفرس ومن العملاء الذين باعوا ولائهم للغرباء. يدلسون على بسطاء الشيعة ويحاولون إقناعهم بأشياء غير واقعية مثل إدعاء المظلومية والغبن والتهميش متناسين ما قدم لهم من وظائف وتعليم وخدمات أسوة ببقية أبناء الوطن, لكنها محدودية التفكير والارتباط بالمرجعيات الخارجية, وهي مرجعيات فارسية صفوية لا تريد لهذا الوطن الخير, بل تفرح لأي زعزعة لأمنه واستقراره.
ما حدث في العوامية قبل تطهيرها من إرهاب شارك في صنعه وتأجيجه مثل هذا الخطيب وأمثاله!
خطب الجمعة يجب أن لا تتعدى أهدافها التي نص عليها الدين ومنها تذكير الناس بأمور دينهم, وحثهم على التسامح والعفو والعمل لما فيه خير هذا المجتمع وتلاحمه وترابطه.