جاسر عبدالعزيز الجاسر
كشفت التشكيلة الوزارية التي قدمها الرئيس الإيراني حسن روحاني لمجلس الشورى الإيراني، أن روحاني لا يمت لأي من الصفات والنعوت التي أطلقت عليه وسوقته للمجتمع الدولي وبالذات الغربي، من خلال وصفه بالمعتدل أو الإصلاحي، إذ أكدت التشكيلة الوزارية التي قدمها لمجلس الشورى والتي جرت بالتفاهم مع مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، أن حسن روحاني لا يختلف عن عتاة ملالي إيران من العنصريين والمتطرفين الذين لا يثقون ولا يعملون إلا لصالح العنصر الفارسي، وأنهم بعيدون كل البعد عن صفات الاعتدال أو توجهات الإصلاح، فالتشكيلة الوزارية التي ضمت سبعة عشر وزيراً جميعهم من المنتمين إلى العنصر الفارسي واستبعدت جميع النساء الذين كانوا في وزارة حسن روحاني في الفترة الأولى، ورغم أن الشعوب الإيرانية متعددة الأصول والعناصر، وأن العنصر الفارسي الذي تظهره الإحصاءات الرسمية المشكوك في صحتها بأنه لا يتجاوز الأربعين في المائة، وهو غير صحيح البتة، لأن العرب الأحوازيين والأكراد في أقاليم كردستان الإيرانية والبلوش في أقاليم بلوشستان والأذريين الأتراك، والتركمان في شمال إيران يشكلون نسباً كبيرة تتجاوز نسب الإيرانيين الفرس، ورغم ذلك فقد غاب أي ممثل لهذه التنوعات القومية عن التشكيلة الوزارية، كما أن جميع الوزراء لم يكن بينهم أي وزير ينتمي لأهل السنة الذين يشكلون أكثر من ستين بالمائة من الشعوب الإيرانية وإن لم يعط حقهم، فالدستور الإيراني الذي وضعه خميني يفرض احتكارا على أن يكون منصب رئاسة الجمهورية من معتنقي المذاهب الاثنى عشرية، وطبعاً بمواصفات الصفويين، وأن يكون ملتزماً بولاية الفقيه، وأن يكون فارسي الأصل.
بهذا النص الدستوري الذي يكرس العنصرية والإقصاء يحرم أهل السنة وهم الأكثرية؛ إذ يعتنق الأكراد والبلوش الأتراك مذهب أهل السنة، ومع هذا استبعدوا من التشكيلة الوزارية، وأكثر من ذلك لم توجه الدعوة إلى علماء أهل السنة من الشعوب الإيرانية في خطوة متعمدة ومقصودة رداً على مطالبة أهل السنة العرب والأكراد والبلوش والتركمان أن يكون لهم حضور ومشاركة سياسية بعد أن كان لهم الفضل الأكبر في انتخاب حسن روحاني لمنصب رئيس الجمهورية بعد أن خدعهم بأنه سينصف
«الأقليات» ويمكنهم من القيام بدور فاعل في الحياة السياسية والاجتماعية لتظهر حقيقته الزائفة في أول إجراء رسمي ومن خلال حادثتين، أولاهما استبعاد ممثلي «الأقليات» الذين هم في الحقيقة الأكثرية، والثانية عدم توجيه الدعوة لهم في حضور حفل تنصيب الرئيس الذين أسهموا في نجاحه.