خالد بن فيحان الزعتر
بدأ واضحاً خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكية إلى الدوحة في سياق جولة شملت المملكة العربية السعودية ودولة الكويت التي تلعب دور الوسيط لحل الأزمة الخليجية - العربية مع الدوحة أنه كان هناك ارتياح قطري تجاه زيارة تيلرسون للمنطقة ربما يكشف هذا الارتياح أن الدوحة كانت تعلق الآمال على هذه الزيارة لتشكل حلاً لأزمة بات تهدد قطر بعزلة لا تقتصر فقط على المستوى الخليجي والعربي بسبب استمرار الدوحة في سياساتها الداعمة للإرهاب..
تمخض عن زيارة تيلرسون للدوحة توقيع الطرفين قطر والولايات المتحدة مذكرة تفاهم في مجال مكافحة الإرهاب بيد أن هذه المذكرة التفاهمية في مجال مكافحة الإرهاب لا يمكن النظر بأنها تعكس مدى جدية الدوحة في مكافحة الإرهاب بقدر ما ترى فيها قطر طوق نجاة للخروج من الأزمة، لكن طوق النجاة التي تنظر له الدوحة اصطدم ببيان الرباعي العربي الذي أكد على اتفاقية الرياض كحل للخروج من هذه الأزمة وهذه الاتفاقية ونعني بهذا (اتفاقية الرياض) هي باعتقادي تعد بمثابة المقياس الحقيقي الذي يعتمد عليه لمعرفة مدى جدية الدوحة في مكافحة الإرهاب ووقف دعمها للتنظيمات الإرهابية..
تعامل الولايات المتحدة الأمريكية الذي وصل وزير خارجيتها للمنطقة مع الأزمة الراهنة مع قطر باعتقادي أنه تعامل لا يرقى لمستوى خطورة ما تقوم به الدوحة من دعم للإرهاب والفوضى وتهديد للأمن والاستقرار في المنطقة كان من الأولى على واشنطن إذا كانت بالفعل جادة في أن تدفع بالدوحة لمحاربة الإرهاب أن لا تذهب لتوقيع مذكرة تفاهم في مجال مكافحة الإرهاب مع الدوحة بل كان الواجب أن تسعى واشنطن لإجبار الدوحة على الالتزام باتفاق الرياض ومخرجات القمة الإسلامية - الأمريكية التي شددت جميعها على مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله ووقف الدعم بكافة أشكاله عن الجماعات والتنظيمات المصنفة على قوائم الإرهاب خليجيا وعربيًا ودوليًا والتوقف عن تبني الخطاب التحريضي لأن هذه القمم والاتفاقيات التي وقعت في الرياض هي المقياس الحقيقي الذي يمكن من خلال معرفة مدى جدية الدوحة في وقف دعمها للإرهاب والفوضى،،
لكن يبدو من الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية التي أوفدت وزارة خارجيتها ريكس تيلرسون للمنطقة أنها من خلال السعي لتوقيع مذكرة تفاهم مع الدوحة في مجال مكافحة الإرهاب لم تكن لديها الجدية الكافية لإجبار الدوحة عن التخلي عن سياساتها الداعمة للإرهاب والمحرضة على العنف والفوضى في المنطقة بقدر ما كانت تعمل على إيجاد حل وسط يكون بمثابة طوق نجاة للدوحة التي تعيش في عزلة مرشحة للاتساع في حال ما اختارت الدوحة الاستمرارية في السير على نهجها السابق،،
البيان الرباعي الذي صدر بعد توقيع مذكرة التفاهم بين الدوحة وواشنطن في مجال مكافحة الإرهاب واستبق زيارة تيلرسون إلى مدينة جدة السعودية الذي أكد على ضرورة تنفيذ قطر كافة المطالب الذي سبق وقدمت لها جاء ليؤكد أيضا على أن حل الأزمة يكون عبر اتفاق الرياض وبهذه الخطوة الاستباقية سعت الدول الأربع (المملكة العربية السعودية، الإمارات، البحرين، مصر) إلى أجهاض الحل الوسط الذي كان تعتقد الولايات المتحدة الأمريكية أنه ربما يقود نحو حل الأزمة التي تعيشها دولة قطر،،
زيارة تيلرسون إلى مدينة جدة واجتماعه بوزراء خارجية الرباعي العربي نجد أن هذه الزيارة التي لم يتمخض عنها أي بيانات تؤكد بما لا يدع مجال للشك فشل الولايات المتحدة الأمريكية في التوصل إلى حل وسط ينهي أزمة قطر من هنا انقلب الارتياح الذي بدأ على قطر خلال زيارة ريكس تيلرسون للمنطقة إلى بؤس شديد ومن هنا نجد أن على المسؤولين في الدوحة أن يتعلموا من هذه الزيارة وأن يدركوا جيدا بأن حل أزمتهم لا تكون عبر الولايات المتحدة الأمريكية التي علقوا عليها الآمال بل تكون داخل البيت الخليجي والعربي من خلال الالتزام بالاتفاقيات التي سبق ووقعوا عليها ونعني بذلك اتفاق الرياض،،