إبراهيم الطاسان
شاهدنا نموذجاً صادقاً معبراً عن مستوى انعدام الأخلاق والإنسانية التى اتصف بها أوباش رضعت الحقد في المراضع الإيرانية. من خلال الأفعال الموبقة المعبرة عن الحقد الذي تكنه صدور أولئك المجردين من أدنى مستويات الإنسانية. بالفيديو المسرب الذي ظهر فيه مدى انحطاط القيم والأخلاق وعدم الإيمان بالمآل يوم يأتي المقتول ويقول يارب سل هذا لماذا قتلني؟ ولا شك أن ما ظهر فيض من غيض.. وفي أفعالهم عبرة لمن بغيره يعتبر. وقالت أمثال العرب. من فسدت بطانته كان كالغاص بالماء». من غص داوى بشراب الماء غصته * فكيف يصنع من قد غص بالماء» والحكيم العربي الذي أذهل كسرى. قد قال: أعلى الرجال ملوكها، وأفضل الملوك أعمها نفعاً. إلى أن قال: من فسدت بطانته كان كالغاص بالماء.
غادر وزير الخارجية الأمريكي مغادرة المغاضب، حينما غادر دون أن يقول كلمة واحدة وكأنه تخلى عن مبدأ راسخ في الممارسة الدبلوماسية، وهو أن تجعل الباب دائما مواربًا لا تغلقه بما يوحي باليأس. وهو مبدأ أصله فن عسكري. فالقائد الميداني المحنك يترك لعدوه منفذ يهرب منه. وزير الخارجية الأمريكي فيما أرى أنه أخطأ في رسم الطريق ابتداء. عندما اتجه أولا للكويت والكويت وسيط وقيادتها قيادة حكيمة بصيرة متبصرة، لن تُطلعَ الوزير الأمريكي على كل ما لديها حفظ لحق الأطراف. ثم يتجه للمدعي عليه مجازًا قبل أن يطلع على كل موثقات المدعين من أدلة وحجج وقرائن، يستطيع من خلالها تحذير المدعي عليه بما قد يواجه. فقطر مثلا ومنذ إعلان المقاطعة جابت دبلوماسيتها العالم، وتجند إعلامها بإنكار علمهم بمطالب الدول الأربع المقاطعة لهم وكأنهم أخذوا بدون ذنب. ولما نُشرت الوثائق بتوقيع أميرها ملتزما بتنفيذ المطلوبات. أسقط في السنة أعلامها وران على عقول محلليها السياسيين عمى البصيرة والبصر، فلم يقروا فيها ما يدفعون به عما كان منهم من إنكار لوجود ما يوثق صحة دعوى الدول المقاطعة إلا انتقاد تسريب الوثائق السرية، وهو الموقف الذي واجه وزير الخارجية الأمريكي الذي اجتمع بوزراء خارجية الدول الأربع المقاطعة لقطر. إذ لم يجد بدًا من مواجهة قطر مرة أخرى باعترافها أولا: بصحة دعوى الدول الأربع عليها بدعم الإرهاب بتعهدها بالالتزام بتنفيذ المطالب. وثانيا: بتوقيع مذكرة التفاهم مع وزير الخارجية الأمريكي، واعتراف وزير خارجيتها بلقائه بالصحفيين في روما بوقوع قطر في قائمة الدول الداعمة للإرهاب. وما مغادرة وزير الخارجية الأمريكي بالصورة التي غادر فيها إلا تذمرًا مرًا من الموقف القطري الذي لا يدعمه دليل ينقض الدليل. وهو الموقف الذي سيدفع بقطر إذا أصرت على موقفها بدفع الثمن. فكل شيء له ثمن، ثمن وصول نوري المالكي لرئاسة حكومة العراق تشكيل حشد الحقد المذهبي الإيراني الذي شاهد العالم أداءه للواجب الموكل إليه بامتياز. ولن يقل عنه ثمن بقاء موقف إيران بجانب قطر إلا بتكوين خلايا تقوم بذات الواجب. وحينها ستغص قطر بالماء.