ميسون أبو بكر
في مسك محمد بن سلمان تعرَّفت على شريحة من الشباب والشابات المتطوِّعين والمتطوّعات وكانت التجربة رائعة ومشرِّفة، فقد كان هؤلاء الشباب على درجة من الوعي واللباقة والثقافة والتهذيب أيضاً، من خلالهم أدركت قدرة شبابنا على الاندماج بالعمل المجتمعي التطوعي الذي له آثار إيجابية في مجتمعاتنا والذي يعتبر تجربة تأهيل للشباب للعمل الجدي المنظّم ضمن مؤسسات وجمعيات تسهم في بناء القدرات الشابة ودمجهم في المساهمة في تنمية مجتمعاتهم.
التطوّع إرث إنساني وثقافة تكاملية مع الجهود الحكومية والمؤسسات الخاصة يعزِّز الإحساس بالمسؤولية والرغبة في البذل والعطاء، إضافة إلى أنه يكسب الشباب خبرات لا بأس بها تعتبر زادهم في المستقبل وتجاربهم التي اكتسبوها من خلال تطوّعهم وتعرّفهم على ثقافة العمل والاندماج مع الآخر وتكوين شخصية الشاب بمهارات اكتسبها بنفسه.
ضرورة استغلال الطاقات الشابة في المملكة صار أمراً ملحاً وخصوصاً أن عدد الشباب فيها كبير وأن التطوّع ثقافة وضرورة وأسلوب حياة ويمكنه أن يملأ وقت الشباب بما هو مفيد ويخدم الوطن، لأن وجودهم في الفعاليات هو مرآة لشبابنا الطموح ولجدّهم وجهدهم ويقدّمهم بما يليق ويزيح الصورة النمطية التي استغلها البعض في تشويه إمكانياتهم وقدراتهم.
تشهد المملكة حراكاً كبيراً في كل المجالات، في سبيل التحول الوطني وتحقيق رؤية البلاد، وتطوّع الشباب في هذه المرحلة هو ركيزة من ركائز التحوّل الذي هم شركاء رئيسين فيه، ولا بد أن يكون تحت مظلة تنظّم هذا التطوّع لتوجيه الشباب حسب ميولهم وقدراتهم وللاستفادة من أكبر عدد منهم في المجالات المختلفة.
مسارات التطوّع لها طابع الديمومة لأنها تبني شخصية الفرد وتوجه ميوله وطاقاته، حيث يعتبر العمل التطوّعي من الخدمات الاجتماعية، ومن القيم الدينية المرتبطة بعمل الخير.
مؤسسة مسك الخيرية كانت نموذجاً رائعاً ومشرِّفاً لثقافة التطوّع في عدد من مناسباتها وفعالياتها الكبيرة التي لفتت أنظار الجميع من داخل وخارج المملكة، ونتمنى أن تكون وزارة التعليم هي المنظِّم لهذه الثقافة، حيث تشرف على النشء من نعومة أظفاره إلى المرحلة الجامعية، وتلك الفئات العمرية هي المستهدفة للتطوّع.
وطني وطن المجد.. وطن الشباب المتميز الذين اندمجوا في رؤية البلاد وأعطونا نماذجها نفتخر بها وهم الركيزة في نجاح توطين الوظائف في عدد من القطاعات، وليس ببعيد أن يكونوا نموذجاً يُحتفى به في ثقافة التطوّع.
تحية لكل الذين التقيتهم من هؤلاء الشباب الذين حرَّكوا أشجاني وكانوا الدافع لكتابة هذا المقال.