ماجدة السويِّح
لقاء وزير التعليم بطلاب وأطباء وأخصائيين صحيين للدارسين على حسابهم الخاص ممن توقفت عنهم مكافآت الامتياز كان محط الأنظار والأسماع بعد تسرب جزء من الحديث الموثق بالفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، وتفاعل المواطنين معه حول رد فعل الدكتور أحمد العيسى.
فالطالب الذي لجأ لمكتب الوزير بعد تضاعف همه وأعبائه المالية، أخذ يرسم الأماني والأحلام على قدرته في حل وإعادة الصرف لهم سريعا، ليتفاجأ برد الوزير القاسي الخالي من التعاطف مع هموم أطباء المستقبل.
التقليل من المعاناة التي يعانيها الطلبة أسلوب غير حكيم، ويفتقد للمسؤولية من قبل الوزير، الذي استخف بمعاناة الطلبة، وطالبهم باللجوء للقضاء في محاولة لإنهاء المشكلة التي تفاقمت بعد اللقاء، وتسببت بالإضرار بصورة الوزير والوزارة المثقلة منذ دهر بالكثير من الحوادث والملفات التي لم تحسم بعد، فقد ساهم الوزير بزيادة إحباط الشباب عبر إقفال آخر باب كان يأمل منه الشاكين إنهاء معاناتهم.
اللقاء بوزير التعليم يعيد للأذهان لقاءات لمسؤولين سابقين بعضهم غادر الوزارة، والبعض الآخر ما زال متشبثا بالأمل في إكمال مسيرة وزارته، وكيف عصفت تلك التصريحات واللقاءات الجانبية وخصوصا مقابلة الجماهير بالإطاحة بالوزير، أو بصورة الوزارة التي تتأثر حتما بصورة قائدها سلبا أو إيجابا.
في الأوقات العصيبة تتناسى الوزارات والمسؤول اللجوء لفريق العلاقات العامة داخليا أو خارجيا، وتتكئ على استشارة محاميها والتركيز على مسؤوليتها عن التصريحات التي تدلي بها للمواطنين، في إغفال تام لدور العلاقات العامة في بناء الصورة الذهنية الصحيحة، أو إعادة هندسة تلك الصورة في حال الضرر.
ما حدث في لقاء العيسى هو الثقة المطلقة من الوزير بقانونية الإجراء المتخذ، دون الاهتمام بالاتصال واللغة المستخدمة، التي أضرت بلا شك بالوزير ووزارته، وعدم الثقة بالمسؤول الأول في وزارة التعليم، الذي فضل استخدام لغة فوقية خالية من الإحساس والتعاطف مع أبنائه الطلبة.
وضعية الإسفنجة في الأزمات خصوصا مع الجماهير الغاضبة أو المحبطة من أمر ما، هي أسرع وأيسر الطرق لتجاوز الموقف بأقل الأضرار، فالاستماع لشكوى الجماهير حق يجب أن يصان ويحفظ للمواطن، وامتصاص الخيبات أو الغضب حتما من أولويات التعامل مع المواقف الصعبة التي يمر بها المسؤول في لقائه بالجماهير عبر وضعية الإسفنجة التي يفترض أن يتقنها، لتلافي الأزمات والأضرار بسمعته وسمعة الوزارة.
الحل في الأزمات التي تتوالى في كثير من الوزارات العمل على محو الأمية الاتصالية للقائد من خلال التدريب والممارسة، وإعطاء خبير العلاقات العامة دوره الحقيقي في تكوين وبناء الصورة للوزارة، وإدارة الأزمات بعقلية المتخصص بفنه، لا بنصائح الحاشية أو المقربين من الوزير، الذين قد يزيدون من تفاقم الأزمة ويضاعفونها بجهلهم، وعدم خبرتهم بفن وعلم العلاقات العامة.
وعلى خطى المصريين «الملافظ سعد» قاعدة ينبغي أن يتقنها المسؤول لتجاوز الأزمات وإدارتها بأقل الأضرار وأيسر السبل.