د. أحمد الفراج
يستميت حكام قطر لتدويل الأزمة، والهروب إلى الأمام، من استحقاقات المقاطعة، وذلك على عدة مسارات، فهناك المسار السياسي، الذي تحاول قطر من خلاله اللعب على وتر خدماتها الاستخباراتية السابقة لبعض المؤسسات الغربية، مثل تكفلها، ماديًا وإعلاميًا ولوجستيًا، بتكاليف حفلة الربيع العربي، وتمكين تنظيم الإخوان من حكم العالم العربي، ورعايتها لجماعات الإسلام السياسي، وهناك المسار الإعلامي، عن طريق قناة الجزيرة الاستخباراتية، وأذرعتها في كل مكان، خصوصا المنصات الإعلامية المشبوهة، التي يقوم عليها عزمي بشارة وفريقه المرتزق، التي تخصصت بشتم المملكة وحلفائها، وإثارة البلبلة، ونشر الشائعات، والكذب، وغني عن القول إن بعض هذه المواقع المشبوهة يقوم عليها إعلاميون غربيون، من شاكلة البريطاني، ديفيد هيريست، الذين استطاع الريال القطري أن يجعلهم يتخلون عن كل المبادئ المهنية.
أيضا، من ضمن المسارات التي سلكتها قطر للهروب من استحقاقات المقاطعة، ومن حقيقة دعمها للإرهاب، كان استخدامها لعملائها من اخونج الخليج، الذين كانت تستقطبهم وتدعمهم لسنوات، من أجل هذا اليوم الموعود، ومع أنها كانت تتوقع أن يقف معها إخوان المملكة علانية، إلا أن الضغط الوطني الشعبي كشف حقيقتهم بسرعة، وجعلهم يراوغون، عن طريق الالتفاف حول مصطلح الوطنية، والهجوم على الوطنيين السعوديين والإعلام السعودي تارة، وعن طريق الهروب من منصات التواصل الاجتماعي مرة أخرى، ولو لم يأت من قرار مقاطعة قطر إلا فضح حقيقة الحزبيين السعوديين، وسقوط شعاراتهم الزائفة، والعودة القوية لمفهوم « الوطنية» لكفى.
حمد بن خليفة ورفيقه حمد ابن جبر استخدموا، وما زالوا يستخدمون الأموال لتنفيذ مشاريعهم، لأن المال هو الأمر الوحيد الذي تملكه قطر، فهي دولة متناهية الصغر، بلا أي ثقل أو تأثير من أي نوع، وهي تلعب بهذه الورقة بكل قوة حاليًا، عن طريق دعم كل ما من شأنه التشويش على دول الرباعية، مثل دعمها لما يسمى بالمعارضة السعودية البائسة في الخارج، التي تعتاش على التسول، فقد تحولت هذه المعارضة، التي تدعي زورًا نصرتها للديمقراطية وحقوق الإنسان، إلى أبواق رخيصة، تروج لقطر، بعد أن تم دعمها بالمال، وأتيحت لها كل منصات قطر الإعلامية في الداخل والخارج، فتبًا لدولة تعتمد على المرتزقة للدفاع عن نفسها، وتبًا لمعارضة رخيصة، يشتريها أي أحد بأرخص الأثمان، ويبدو أنه لا حل لهذه الأزمة، كما توقعت منذ بدايتها، إلا بمواصلة الضغط، والصبر، فالوقت في صالح المملكة وحلفائها، وليس في صالح قطر على الإطلاق.