م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - وإن احتلت (ستار بكس) العنوان إلا أنها ليست الوحيدة المعنية بذلك.. بل إن مقاهي القهوة كلها تقدّم نفسها كأماكن لقاء أو اجتماع عملي أو ودي.. وأصبحت عادة مجتمعية جديدة وهي التوقف ولقاء الأصدقاء قبل الذهاب للبيت للعشاء والنوم.. حيث تقوم الحملات التسويقية لشركات القهوة على مبدأ (المكان الثالث بين العمل والبيت).. فهو المكان الذي يجمع الأصدقاء لقضاء أوقات ممتعة في الطريق بين البيت والعمل أو العكس.. وهي اليوم تتزايد في العالم بسرعة هائلة.
2 - التسويق كما يعرّفه المحتجون على التسويق هو خلق الحاجة حتى لو كانت تلك الحاجة مُتوهَّمة أو يمكن استبدالها.. وأحد أهم وسائل خلق الحاجة هي خلق السعادة.. وهو ما تحاول أن توفره تلك المقاهي بإيجاد بيئة مريحة متنوِّعة المشروبات والمأكولات الخفيفة على كراسي مريحة في جو مكيّف مع خدمة (واي فاي).. بحيث تُشَجِّع الناس على اختيارها كمكان لمواعيد اللقاء مع الأصدقاء خارج المنزل أو المكتب.. ومواعيد اجتماعات العمل في منتصف الطريق بعيداً عن رسميات المكاتب مع تقديم خدمة ممتازة.
3 - سلاسل مقاهي القهوة في العالم توفر اليوم خدمات جانبية أهم من تقديم القهوة.. بل إن القهوة ما هي إلا منتج من عشرات المنتجات المتاحة في المقهى.. كما تم خلق سبب آخر لجذب الزبائن وهو (البراند) أو العلامة التجارية.. فصار جزءاً من شخصية وعادات بعض الشباب كل صباح أن يدخل المكتب حاملاً كوباً من القهوة بعلامة تجارية شهيرة.. إذاً المسألة ليست القهوة التي تُعدّ له مجاناً في المكتب، بل كوب القهوة الذي اشتراه بـ (12) ريالاً.
4 - ومع مطلع هذا القرن بدأت فكرة المكتبات التي صار فيها التسويق هو بيت القصيد وما الكتاب إلا واجهة.. فظهرت مكتبات «بوردر، وبارنز آند نوبل»، حيث حولوا المكتبة من مجرد مخزن كتب إلى مكان يلجأ المستهلكون إليه لينسوا العالم الخارجي.
5 - هذه الأماكن (المقاهي والمكتبات) تحتاج إلى أن تُدار من قِبل أشخاص لديهم فهم عميق لطبيعة هذه الصناعة وما يتوقعه العملاء وكيفية الوصول إليه.. فهذه المنشآت لا يمكن أن تُدار بعقلية السوبر ماركت.. فوجود الروح الخاصة لدى الموظفين الذين يشعرون بأنهم يكرسون جهدهم لمهنة يحبونها عامل أساسي وجوهري في نجاح الفكرة.
6 - عندنا في المملكة أقرب من يمثّل هذه الحالة التسويقية الرائعة هما: (د.كيف) في القهوة.. و(جرير) في المكتبات.