د. صالح بكر الطيار
تحدثت الأسبوع قبل الماضي عن الأخلاقيات الإنسانية ومكافحة الفساد، وأكمل اليوم جانباً آخر وهو تكاتف المجتمع لدحر داء الفساد والحيلولة دون توسعه وانتشاره.. يجب أن يكون هنالك توعية بمفهوم الفساد بشتى صوره حتى يصل إلى كل أطياف المجتمع، يجب أن تتفهم الأسر ذلك وأن تنمي في أبنائها ذلك وكيفية مكافحته وما مخاطره وسلبياته، ويجب أن تصل الرسائل التوعوية إلى المدارس والجامعات والكليات والمعاهد، وأن تنظم مؤسسات المجتمع المدني المحاضرات والندوات وورش العمل حول الفساد وكيفية مكافحته، ويجب أن تصل الرسالة بشكل متوسع وشامل ودقيق إلى كل المواقع ليتفهم المجتمع خطورة هذا الداء، وعلى كل الوزارات أن تضع خطة في التوعية لموظفيها من خلال نشر التوعية عن الفساد وخطورته والعقوبات المقررة نظاماً في هذا الجانب.
نحن أمام مسؤولية يتشارك فيها المواطن والمسؤول، وهي أن نكون ضد الفساد بكل صورة وملامحه.. وفرت الدولة خطوطاً ساخنة للإبلاغ عن الأخطاء المتعلقة بالفساد والمخالفات، على الجهات المسؤولة أن تكثف من نشر هذه الرسائل، ويجب أن تكون هنالك ورش عمل ومحاضرات تثقيفية عن ذلك، حتى يتعلم النشء وجميع شرائح المجتمع ضرورة مواجهة الفساد بكل صوره، لأن الفساد ورم يستشري في المجتمع ويبث سمومه في مفاصل التنمية، لذا يجب مواجهته بخطط متواصلة ودؤوبة.
وطننا مقبل على مستقبل كبير ومشاريع عالمية كبرى في كل المجالات، إضافة إلى تطوير الأعمال والحرص على الابتكار هذه النقلة النوعية، يجب أن يوازيها جهد غير مسبوق في ردع الفساد، وعلى الجميع أن يتحد في ذلك يداً بيد، فالمواطن عين الدولة في الكشف عن أي فساد لأن إبلاغه عنه من المهام الوطنية الملقاة على عاتقة، فكل هذه الخيرات والعطاءات ستعود له ولأبنائه مستقبلاً، وستسهم في صناعة الرفاهية والراحة وتوفير كل الخدمات وكي يتم ذلك بكل تنظيم، فإنه يجب أن توضع سياجات من الحذر والاحتياط والمكافحة أمام كل بوادر الفساد أو وسائلة.
تتطلب حماية ثروات الوطن بكل أنواعها وأشكالها، أن يكون المواطن مدافعاً حقيقياً عن كل ذلك، وأرى أن الفساد هو المعول الأكبر الذي يهدم بناء هذه الثروات، لذا وجب أن يتحد الجميع جنباً إلى جنب سواء من مؤسسات الدولة وقطاعاتها المختلفة ووسائل الإعلام، وكذلك المواطنين بمختلف شرائحهم العمرية وأطيافهم للقضاء على الفساد بمنطلق «كلنا ضد الفساد وحماية ثروات الوطن « حتى نرى ثمرات ذلك في عمل حقيقي يوقف الفساد ويحاسب من يتورط فيها، حتى تتحقق الأهداف وتوظف الخطط لما فيه مصلحة الوطن وحاضره ومستقبله ولينعم الجميع بحياة خالية من الفساد.