عبدالله العجلان
المهندس سعود بن علي الصقيه اسم ظل لسنوات طويلة مرادفاً لنادي الطائي، لم يكن منذ ما يقارب الربع قرن ومازال مجرد عضو شرف او عضوا داعما او فاعلا او غير ذلك من مسميات وألقاب شكلية، كما انه رفض غير مرة ان يكون بديلا يعوض الفراغ الذي تركه القامة والقيمة الشيخ الكريم المعطاء علي الجميعه رحمه الله في رئاسة هيئة اعضاء الشرف. مؤكدا ومشددا بتواضع لافت وايثار رائع على ان هنالك من هو أجدر منه في هذا المنصب، بيد أنه وافق اخيراً تجاوبا مع رغبات محبي واعضاء شرف الطائي، وحتى يكون اكثر قربا منه ومن ادارته، هو بسخائه وحضوره وعشقه وحبه للطائي رجل استثنائي لا مثيل له في الاندية الاخرى كبيرها قبل صغيرها، لا يبحث عن الاضواء والشهرة، كما في اندية الصخب والضجيج، يرفض مدح عطائه والثناء عليه، ولا يرى فيما قدمه ويقدمه من عشرات الملايين منة او فضلا منه، ولا مبرر لفرض آرائه وقناعاته بقدر ما هو واجب انتمائه وملمح وفائه لناديه الطائي وأهله وديرته.
الاجمل من هذا انه كان من اوائل الذين ساهموا في تمويل أنديتهم ورعايتها ماليا، حينما بدأ قبل 23 عاما بوضع شعار مؤسسسة (مشار) للخياطة الرجالية على قميص فريق الطائي مقابل مبلغ مالي مجزي وغير مألوف في ذلك الوقت واستمر حتى وقتنا الراهن رغم تراجع مستوى وتصنيف الطائي في المواسم الاخيرة ، ولم يكن يهدف من هذا الاعلان تسويق مؤسسته التي تعد الأكبر والاشهر والأفضل على مستوى المملكة في مجال تفصيل الثياب الرجالية وانما اسهاما وثقة ودعما منه لنادي الطائي، وهنا اتذكر ان احدى الشركات ارادت وضع شعارها على قميص الطائي في المباراة النهائية على كأس سمو ولي العهد امام الاتحاد عام 1418هـ ،وعندما علم المهنس الصقيه بذلك طلب من ادارة الطائي الموافقة على عرض الشركة والتنازل في هذه المباراة عن وضع شعار مؤسسته طالما ان ذلك سيعود على النادي بالفائدة لكن رئيس الطائي انذاك خالد العجلان رفض عرض الشركة المغري وأصر على أن يرتدي فريق الطائي في هذه المناسبة التاريخية الغالية شعار ( مشار) تقديرا لمواقف المهندس الصقيه وردا لجميله.
اضافة الى سخاء وتنامي دعمه للطائي حيث قدم فقط في الشهرين الماضيين أكثر من ثلاثة ملايين ريال فهو يملك من الفهم الاداري والثقافة الكروية الشيء الكثير ومع هذا لم يتدخل في يوم من الايام في عمل ادارة النادي او الأجهزة الفنية، كان حاضرا مبادرا متعاونا مع جميع الادارات التي مرت على الطائي دون تمييز ادارة على اخرى، يتحدث بلباقة يحاور بهدوء، ينصت لاراء الجميع برقي واحترام.
الان وبعد كل ما أنفقه وقدمه المهندس سعود الصقيه من جهد وتفاعل وتواصل بلا ملل ولا كلل خلال ما يزيد على 25 عاماً حان الوقت ليبادله الطائيون بمختلف شرائحهم ومواقعهم ادارة واعضاء شرف وجماهير ولاعبين ومدربين العطاء بمثله، وان يقدروا ويثمنوا مواقفه وتضحياته بتحقيق النتائج والانجازات التي تليق بحجم سخائه وتتوج سنوات بذله وكريم وفائه.
رياضتنا وآفة المجاملات
كلما زادت المجاملات والاستثناءات زادت المشاكل والاخفاقات، والضعف في تطبيق الانظمة سيؤدي لا محالة الى مخرجات أكثر ضعفا وسوءا، وقد رأينا في مناسبات ومواقف واحداث معروفة النتائج الوخيمة المدمرة للقرارات الهشة والتعاملات المتناقضة بين ناد واخر.
لا اريد استرجاع الماضي وسأكتفي للتدليل على ما ذكرته ما حدث في البطولة العربية الاخيرة، وما يمر به نادي الاتحاد حاليا، ففي البطولة العربية شاهدنا المستوى المتدني لفريق النصر والذي تم ترشيحه للبطولة وهو يحتل وقتها المركز الثامن في الدوري السعودي، في وقت كانت فيه فرق اخرى هي من تستحق المشاركة بحكم مركزها المتقدم ،ومثله فشل الحكم تركي الخضير وقدم في مباراة الترجي التونسي والفتح الرباطي المغربي اداء تحكيميا سيئا شوه صورة الحكم السعودي، وفشله نتيجة طبيعية لمجاملته وللعناد والمكابرة من قبل لجنة الحكم التي اصرت وخالفت اراء الكثيرين الذين وجهوا له انتقادات حادة في مباريات عديدة اثرت فيها قراراته على نتائجها.
اما نادي الاتحاد فمعظم العقوبات والملفات الصعبة المنتهية والمنظورة حاليا في الفيفا واتحاد الكرة السعودي لم تكن لتصل الى هذه المرحلة بالغة التعقيد والمقلقة لجماهيره وادارته برئاسة انمار الحائلي الا بسبب تساهل اتحاد الكرة والرئاسة العامة لرعاية الشباب سابقا مع تجاوزات ومخالفات عدد من الادارات الاتحادية وبالذات في قضايا الاحتراف وحقوق اللاعبين والمدربين السعوديين وغير السعوديين.
قس على ذلك ما جرى للمنتخبين الاولمبي والشباب وما هو قادم لاكثر من ناد من عقوبات خارجية وازمات مالية لا يمكن التغاضي عنها او التستر عليها او حتى احتوائها من اتحاد الكرة الذي يتحمل مع الرئاسة مسؤوليتها بسسب غياب العدالة وعدم الحزم في تطبيق اللوائح والأنظمة.