د.عبدالعزيز الجار الله
مشروع البحر الأحمر (الوجه - أملج) المشروع الأول ويعد جزءاً من البحر الأحمر الذي يمثّل ضلع الحدود الغربي للمملكة، حيث يبلغ طول البحر الأحمر من مضيق باب المندب جنوباً إلى رأس محمد شمالاً نحو 2040كم، ويبلغ الساحل المتعرج للبحر الأحمر نحو 2600كم منها 150كم ساحل المشروع (الوجه - أملج)، حيث يشكّل ساحل المشروع نحو 5 % من طول ساحل البحر الأحمر، من شمال الوجه إلى جنوب أملج، وتبلغ عدد الجزر السعودية 1285 جزيرة من ضمنها 50 جزيرة تخص المشروع وتمثِّل 6 % من عدد الجزر السعودية، وتبلغ مساحات بعض جزر المشروع: جزيرة بريم 19كم مربع، جزيرة أم رومة 12.6كم مربع، جزيرة قمعان 10.5كم مربع، جزيرة جبل حسان 10.5كم مربع، جزيرة شيبارة 19.8كم مربع، جزيرة سويحل 8.7كم مربع وغيرها.
تتميز منطقة المشروع الوجه - أملج بتنوعها الطبوغرافي والبيئي وتباين تضاريسها، حيث تضم أرخبيل من الجزر مختلفة مساحاتها من الأمتار إلى الكيلومترات، بعض الجزر مستوية السطح وأخرى جبلية، كما تضم مجموعة واسعة من الشعاب المرجانية المتنوعة التي تحيط بالجزر وتربط بين الجزر والساحل، وتغطي بعضها الشعاب وبعض سواحل الجزر نباتات المانجروف (الشورة) الكثيفة وجميلة المنظر .
تتميز منطقة المشروع سواحل الوجه - أملج بميزات طبيعية وجغرافية واستيطانية، حيث تتميز بسواحل وشواطئ رملية تغطيها رمال الشاطئ الناعمة والكثيفة تخترقها رؤوس وشروم (شرم) بحرية، والجزر قريبة من الحقول البركانية الحرات مثل حرة الشاقة وحرة عويرض وحرة رحى، بالإضافة إلى حرات المدينة المنورة القريبة منها تقريباً مثل حرة الكورة وحرة الزبن وحرة القفيف والناعمة وحرة هرمة وهذه الحرات يتم الاستفادة منها في السياحة البيئة ولها قيمة استثمارية من مصهوراتها المعادن والتربة حيث تعزّز أهداف الاستثمار السياحي والاقتصادي.
إذن نحن أمام بداية لمشروعات ضخمة هي استثمارات السواحل السعودية التي تبلغ 3800 كم والتي يشكّل المشروع الأول 150 كم، وهي بداية اقتصادية وسكانية وتنموية جديدة لا ترتبط بتقلبات أسعار النفط أو حتى تحولاته، إذ إن السياحة البيئية هي الاستثمار المتجدد.