لبنى الخميس
شاركت شيريل سانبرغ كبيرة مسؤولي التشغيل في فيس بوك ومؤلفة إحدى أكثر الكتب مبيعاً طلاب جامعة جامعة ستانفورد محطات حياتها المختلفة، وشاركتهم سلسلة من النصائح والوصايا، أشارككم خمسة مما لفت انتباهي وحاز على إعجابي منها:
* - إذا منحت الفرصة لركوب مكوك فضائي لا تسأل عن المقعد!
تلك العبارة قالها مؤسس غوغل لشيريل حين كانت تفاوضه على منصبها الجديد في غوغل بعد انتقالها من الخزانة الأمريكية.. وتعدها من أفضل النصائح، كون العديد منا يقعون مرارا وتكراراً في نفس الخطأ.. ينظرون للمنصب وليس الفرصة.. للمسمى الوظيفي وليس للمهام والمشاريع التي من الممكن أن يتعلموا منها ويصقلوا شخصياتهم المهنية من خلالها.
*- لا ترسم خطاً مستقيماً لمشوارك المهني
إذا كنت تعتقد بأنك تعرف ماذا تريد أن تفعل في حياتك في الثلاثين سنة القادمة.. فالسيدة سانبرغ تعدك بالكثير من الممل وإضاعة العديد من الفرص الرائعة لسبب بسيط جداً.. الأشياء العظيمة لم يتم اختراعها بعد.. الفتوحات العلمية والمعرفية التي ستغير العالم مثلما غير الإنترنت البشرية، وصنع وظائف وصناعات جديدة لم يتم اختراعها حتى الآن.. فلو بالغت شيريل في حراسة خطها المهني المستقيم في بداية حياتها، وأصرت على عدم الانحراف عنه، لم تكن لتعمل اليوم كبيرة مسؤولي التشغيل لدى مارك زكربيرغ الذي كان وقتها طالباً في الابتدائية والإنترنت لم يكن قد اخترع بعد.
*- في بداياتك.. احرص على التعلم أكثر من الإنجاز
لا ترهق نفسك في بداية مشوارك المهني بحصد الإنجازات، بل بشيئين أكثر أهمية: أن تساعد غيرك، وترفع من وتيرة التعلم عبر الاستثمار في عملك ومعرفتك ودعم فريقك أكثر من الهوس بتحقيق الإنجازات، ففي سنواتك الأولى ستملك الكثير من الوقت لبناء علامتك الذاتية وتطوير مهارتك واكتشاف مكامن قوتك وضعفك بالإضافة إلى احتراف تقديمك لنفسك.
* - اسأل عما تستطيع تقديمه !
ذكرت شيريل في كتابها «لين إن» محادثة هاتفية جرت بينها وبين موظفة سابقة في قسم التسويق في إحدى شركات التقنية الكبرى تطمح للانتقال للعمل في فيس بوك، قالت أثناء المقابلة: فكرت أن أشاركك مهاراتي وإنجازاتي.. لكن الجميع يفعل الشيء نفسه.. دعيني أشاركك أكبر التحديات والمعوقات التي تواجهونها، وكيف أستطيع أن أساعدكم على حلها وتجاوزها. الجدير بالذكر أنها عينت بعدها في فيس بوك.
اليوم الكثير منا ينسى أن يسأل ماذا أستطيع أن أقدم للشركة أو المؤسسة التي أعمل بها مقابل السؤال الأشهر «وش هي بتقدملي؟» لو بدأت في السؤال الأول ستحصل على موجهين وفرص وترقيات ومشاريع مثيرة للاهتمام.. لأن الشركات لا تتمحور حولك بل حول قيمها ورؤيتها وإرثها.. فإذا لم تهتم وتؤمن بتلك القيم وتساهم في تخليد ذلك الإرث، لن تحقق النجاح والسعادة المهنية التي تنشدها!
*- ماذا ستفعل إن لم تكن خائفاً؟
الخوف أكبر أعداء النجاح.. خصوصاَ حين يتحول من فطرة إنسانية طبيعية إلى حالة من الشلل التي تعيقك عن طرح الأسئلة الصعبة.. والمفاوضة على حقوقك.. وطرح الأفكار المجنونة.. وعقد الصداقات العميقة.. ومد جسور التواصل بينك وبين نفسك وزملائك ومديرك.. الخوف لا يقيك الفشل والتراجع.. الخوف أقرب إلى أن يمنعك من التميز والتقدم.
اسأل نفسك واكتب قائمة بالآتي: لو لم تكن خايفاً.. ما هو المشروع الذي ستقدمه؟ والترقية التي ستطالب بها؟ والتدريب الذي تتمنى الخضوع له؟ وحاول أن تتحرر من عبودية الخوف.. والانتقال لرحابة الثقة واليقين بالله ثم ذاتك.