سعد السعود
عادي ودية.. هكذا تحاول الإدارة أو المسؤول أو المدرب أو حتى المطبل التخفيف من وطأة الظهور الكئيب لفريقهم في معسكره قبل انطلاق الموسم.. وقد يكون هذا القول مقبولاً مع بدء الاستعدادات.. ويمكن أن يتم تمريره في منتصفه مع تتالي المباريات.. لكن أن يكون وجه الفريق غاية بالسوء قبل انطلاق الموسم بأسبوع وهنالك من لا زال يكرر تلك الأسطوانة.. فعفواً هذا العذر بات غير صالحٍ للاستخدام.. ودعونا نأخذ الشباب والنصر كمثال.
- الشباب الذي لم يقدم الكثير في موسمه المنصرم.. وكان مسيرو الفريق أشبه بالمتفرجين.. وزاد الطين بلة مدربه بما قدمه من عمل فني.. هذا الشباب الذي لم يبق منه سوى اسمه انتظر محبوه أن يأتي من يقيله من عثرته.. فاستبشر الجميع ببوادر العمل.. وظن المشجع أن هنالك أمل.. لكن مع ذلك الظهور المخجل في دورة تبوك عاد الخوف والوجل.. فالقادمون من الأجانب مقالب.. فلا بيتزلي يصنع الفرق كصانع لعب.. ولا أمبوبو سيصنع العجب.. فضلاً عن عدم إغلاق الملف الأخير من الأجانب.. لتزداد على الفريق المتاعب.. وإن كان تواردت أنباء عن قدوم مهاجم برازيلي ليكون امبوبو بلا محل من الإعراب.. علاوةً على أن الكوتش لم يضع أي بصمة فنيةً حتى اللحظة رغم أنه أكمل أكثر من 13 شهراً وهو على هرم القيادة التدريبية.. فالدفاع والمحور أشبه بالشوارع.. والوسط بقي كما هو ضائع.. في حين لا يقدم الهجوم للمحبين سوى المدامع.. فالمفترض على الأقل إن كان الفريق لا يهاجم جيداً أن يكون متزناً دفاعياً.. أما إن فشل في هذه وتلك فلا أخال المتسبب سوى العقل التدريبي الذي لم يحسن ردم هذه الفجوة ومنح الأمل لتلك العلة.. ولذا فالتعلل بأنها ودية وأنت تلعب بشبه تشكيلتك الأساسية أمام الصفاقسي وقبل الدوري بأيام لا يمكن أن يمر مرور الكرام.
- النصر هو الآخر لم يكن بأحسن حالاً من الشباب.. فرغم أنه تسلح بكل نجومه في الموسم الماضي إلا أنه لم يتجرع سوى المآسي.. لذا فانتظر محبو العالمي عملاً أكبر في هذا الصيف فلم يروا سوى التسويف.. فملف الأجانب لم يغلق.. والمدرب القادم لم يبشر خيراً في البطولة العربية.. فخرج الفريق بنقطة يتيمة وشباك متخمة بالأهداف.. على الرغم من كمية الأسماء المحلية بالملعب.. لكنها لم تقدم للمشجع سوى التعب.. وإن كان التعلل بالودية حضر هو الآخر هنا إلا أنه لم ولن يستطيع حجب الصورة الباهتة التي كان عليها الأصفر.. ليصاب المحبون بالخوف والقلق.. فالبوادر لا تبعث على الاطمئنان.. فضلاً على أن غرفة فض المنازعات تغص بالمطالبات.. ولذا فالإدارة مطالبة بتدارك كل ذلك سواءً مالياً أو فنياً قبل صافرة دوري جميل.. وإلا فنحن موعودون مجدداً بموسم خالي الوفاض كما هو سابقه.
لذا فالفريقان العاصميان يحتاجان أولاً حسم موضوع الأجانب مع التأكيد على انتقاء المراكز التي يحتاجها الفريق وليست كما نراه الآن (شختك بختك).. علاوة على ذلك فعلى مسيري الناديين محاسبة المدربين فإن كان مدرب النصر لا زال حديث عهد إلا أنه ارتكب العديد من الكوارث في حضوره الأول في البطولة العربية.. في حين لا أجد أدنى عذر لسامي الجابر وهو من يعرف أدق التفاصيل وأشرف على احتياجات الفريق بنفسه وكان له دور باختيار القادمين من محليين وأجانب.. ومع هذا لا زالت ذات أخطاء الموسم الماضي تتكرر.. وبظني فالجولات الأولى من الدوري يجب أن تكون هي المعترك لهذا وذاك.. فالظهور بمظهر الموسم الماضي يعني أن الإقالة قادمة إلا إن كان هنالك مجاملة.. ولا أعتقد أنه يمكن مجاملة كائن من كان على حساب الكيان.. فقد غادر من هو أهم مدرب وبما هو أقل أخطاءً.. ولذا فكلي أمل أن يستفيق ناديا العاصمة من غفوتهما.. ويكون فعلاً ظهورهما الودية ليس مقياساً كما ردد البعض.
أخيراً وعوداً على بدء.. تخيلوا لو فاز الفريقان أو أحدهما في البطولة التي شارك فيها هل كان مسير النادي سيصفها بالودية؟ وهل كان سيبسط من النتائج الكارثية؟ أم كان سيغني في البطولة أجمل الألحان السمفونية؟ وكان سيبشر بنجاح المعسكر ويتغزل بالبطولة (الودية)؟ هكذا باختصار أريد من مسيري الناديين أن ينظرا.. فالإحاطة بجميع الزوايا كفيل بتدارك الكثير من العيوب.. والاعتراف بالتقصير كفيل بردم كل الثقوب.. أما عدا ذلك فالقادم ينذر بالسقوط.
آخر سطر
يحسب للرمز الشبابي ونجله إغلاق كافة معوقات التسجيل بعدما أعلن اتحاد الكرة السماح لليوث بالتسجيل.. وكلي أمل بألا يُنسى العمّال وصغار الموظفين من ذلك فربما بل هم أحوج.. كما أتمنى الالتفات للقضايا الموجودة لدى الفيفا وإنهائها قبل أن تصدر عقوباتها.