د. ناهد باشطح
فاصلة:
((أن يرى المرء ذاته يعني أن يكون بعيد النظر))
- حكمة صينية -
مع أن ملف المرأة وقضاياها متشابك وأن الإعلام الخارجي يعتبره مادة دسمة للدلالة على غياب الحريات في مجتمعنا، إلا أن أحداً من المؤسسات الإعلامية لم يهتم أن تكون لديها إستراتيجية لقضايا المرأة وليس لدينا هيئة أو لجنة خاصة بشؤون المرأة كبقية جيراننا من الدول والتي انضمت إلى منظمة المرأة العربية وظللنا بعيداً عن هذه المنظمة، وما زلنا نتحرج أن نخصص للمرأة هيئات خاصة حتى في العنف، لم نستطع أن نخصص قانوناً للحد من إيذائها بل ندمج قضاياها مع مؤسسات أخرى ليبقى صنع القرار حتى في قضايا المرأة بيد الرجل.
قبل أيام استضافتني الزميلة «سكينة المشيخص» في برنامجها الأسبوعي «حديث الخليج» في حلقة عن «اتفاقية سيداو وحقوق المرأة»، والتقيت بالمحامية رئيسة جمعية المحامين هدى الهزاع من البحرين.
في الحلقة نفسها وقبل أن ندخل الاستديو للتسجيل كان هناك حديث عن المرأة، وكنا نساء من مختلف الدول «مصر وتونس ورومانيا والبحرين»، لم أستغرب إطلاقاً صورة واقع المرأة السعودية في ذهنية النساء بمختلف جنسياتهن، لأن إعلامنا المحلي في غالبه يعالج قضايا المرأة بروح الإثارة أكثر من المعالجة الموضوعية، ولما قالت التونسية إنها تستغرب عدم إعطاء الجنسية لأبناء السعودية المتزوجة بأجنبي، قالت لها المذيعة المصرية إن المصرية لم تحظ بهذا الحق إلا منذ سنتين فقط، قلت لها ليس كل ما ينشر عنا صحيح، نحن الآن لدينا مقترح في مجلس الشورى لمعالجة القضية، وبالمناسبة تمثيل المرأة السياسي لدينا 20% ولا يسبقنا في ذلك إلا الجزائر.
لا أعرف إلى متى سنقف عاجزين عن الصورة النمطية التي تشكلت عبر سنوات طويلة عن واقع المرأة السعودية وليس عن المرأة نفسها، فقد استطاعت السعوديات أن يظهرن نتاجهن العلمي والأدبي في عالم الإعلام الجديد، إنما ظلت الصورة مشوشة إن لم تكن سلبية عن التطور الذي لحق بالقوانين والإصلاح الذي شمل حقوق المرأة السعودية، ولا ضير من الاعتراف بما ينقصنا ونطالب به.
العجيب أن هذه الصورة المشوشة عن مجتمعنا ليس على مستوى الإعلام الغربي فقط وإنما كذلك الإعلام العربي، لأنهم يستقون المواد الإعلامية من إعلامنا ويعتبرونه مصدراً لهم وهم على حق، فالمفترض أننا قبل أن نتحدث لهم عن واقع المرأة يجدر بإعلامنا أن ينتقل من تناقضه تجاه قضايا المرأة ما بين مبالغ في إنجازاتها ومنتقص لطموحها وقدراتها إلى السير وفق إستراتيجية واضحة.