مها محمد الشريف
يعد مشروع البحر الأحمر الواعد رقمًا مميزًا ونقلة كبيرة في السياحة الداخلية ومنها إلى العالمية بإذن الله. هذه الحقائق المعلنة الآن ترافقها صورة ذهنية مذهلة لما سيكون عليه وجه البحر الأحمر وضفته السعودية، خمسون جزيرة ستبتسم على وجه البحر المليء بالشعب المرجانية العجيبة، والممتد بموازاته من اليابسة إرث حضارات متوالية وطبيعة فريدة الشكل والتكوين، إن روح الشباب المتوثبة تشحذ همم الحكومات التي تتميز بنسبة شباب عالية وتعمل بديناميكية من أجل الحياة في كل جوانبها تريد العمل والتعليم والسعادة لمواطنيها مهتمة بقيمة واحتياجات النفس البشرية. تنتج الثقافة والأمل وتعنى بالصحة والبيئة من أجل التوازن لحياة أفضل لا تعرف المستحيل في عصر ما بعد النفط. مشروعات ضخمة أكثر تنظيمًا انطلاقًا من رؤية شابة تطل على مستقبل زاهر.
المملكة تملك طبيعة بكامل قيمتها أكثر من 50 جزيرة طبيعية بين مدينتي أملج والوجه، وذلك على بُعد مسافات قليلة من إحدى المحميات الطبيعية في المملكة والبراكين الخاملة في منطقة حرة الرهاة. وبحضور هذا المشهد الذي بدأ أكثر انتظامًا ينتمي إلى تاريخ البحر، وتقارب الجزر سيضيف أبعادًا مختلفة ومميزة، لا سيما في االأماكن الأشد تناغمًا مع المدن والسكان، وسيشكل المشروع وجهة سياحية رائدة، حيث تتربع على عدد من الجزر البكر في البحر الأحمر. وإلى جانب المشروع، تقع آثار مدائن صالح التي تمتاز بجمالها العمراني وأهميتها التاريخية الكبيرة كوجهة سياحية فخمة وفريدة من نوعها. تتألف من جزر وطبيعة خلابة ومعالم ثقافية مميزة... ترسم معايير جديدة في التنمية المستدامة.. وتضع المملكة العربية السعودية في مكانة مرموقة على خريطة السياحة العالمية.
وبشكل أعم نجد أن معايير المشروع الجديدة تمكنه من خيارات متعددة طرحت نفسها كتاريخ في عالم السياحة العالمية، عبر فتح بوابة البحر الأحمر للاستثمار بمنتجعات سياحية، ونموذجًا متكاملاً لتغيير نمط الحياة والتطلعات لمجتمع صحي وحيوي، والتعرف على كنوز طبيعية تزخر بها بلادنا الحبيبة والعمل على جذب السياح محليًا وإقليميًا وعالميًا على حد سواء، وكما يمكن أن تتخيل مشروعًا ضخمًا يمتد على طول 180 كيلو مترًا بين مدينتين على السواحل الغربية للمملكة له دلالة واضحة من الألق والتقنيات الجديدة وسلسلة من الابتكارات الحديثة.
تتفوق الحياة كلما استيقظنا على بُعد جديد لم نكن نحلم به ولم يسبق له مثيل. فالزمن دون حراك يعد جامدًا خاليًا من الإثارة والنشاط والحيوية إلا في حال استثمار الفرص ومقدار كبير من التركيز على التنمية ضمن رؤية 2030 التي جذبت اهتمام العالم وانتقلت من العقل إلى البناء المتدرج للفهم العام، ثم هناك المزيد من تصاعد تدريجي يتابع الزمن باستمرار. تكتسب الإنجازات منه امتياز كامل القيمة.
وسيتولى صندوق الاستثمارات العامة تمويل المشروع، قبل فتح المجال أمام مستثمرين أجانب، بحسب وكالة الأنباء السعودية «واس»، وستنطلق أعمال البناء في الربع الثالث من 2019 في مرحلة أولى، سيتم خلالها توسيع المطار، وبناء فنادق ومنازل فخمة. ويتوقع أن يتم الانتهاء منها في الربع الثالث من 2022، وسيسهم المشروع في موقعه الجغرافي هدفًا مثاليًا ومميزًا يحدث نقلة نوعية في مفهوم السياحة وقطاع الضيافة.