رقية سليمان الهويريني
أزعم أننا بحاجة لراصد اجتماعي يتابع إفرازات الفراغ في العطلة الصيفية الذي يجتاح شبابنا، لدرجة أن بعضهم صاروا يقضون أوقاتهم بتعذيب القطط والكلاب وقتلها! بدلاً من العمل على شغل وقت فراغهم بالطرق السليمة والالتحاق بالدورات المفيدة.
ولئن لم تصل حوادث تعذيب القطط لتصبح ظاهرة، إلا أنها تصرفات تنم عن ضعف الثقافة بالاهتمام بالحيوانات والإحسان لها، حيث ينشأ الطفل داخل أسرة لا تقيم للحيوان وزناً، بل تعامله بغلظة وشدة! وأذكر حين كنا أطفالاً وفتياتٍ أننا نهرب من القطط والكلاب خوفاً منها، بحسب ثقافة متجذرة ونصائح أُسرية بعدم الاقتراب منها، لأنها مؤذية وقذرة وتحمل أمراضاً معدية، بينما يعمد بعض الشباب لملاحقتها ورميها بالأحذية والحجارة، ويعدون ذلك نوعاً من المرح والترفيه!
وما ينتشر مؤخراً من مقاطع فيديو لتعذيب القطط والكلاب وحرقها هي امتداد لتلك الثقافة الاجتماعية البائدة؛ برغم أن ديننا الإسلامي العظيم رغّب بالعناية فيها أو رحمتها على أقل تقدير حيث كانت الجنة لامرأة سقت كلباً، وستصبح النار لأخرى حبست قطة!
وهناك حلول كثيرة لمن يخاف من القطط أو الكلاب سواء بحصول أذى نفسي أو مادي، فقد تمثل خطراً على صحة الإنسان وسلامة أطفاله لافتقادها للنظافة؛ لذا يمكن نقلها لمكان بعيد بشرط أن يكون آمناً ولا يشكل خطراً عليها ولا لغيرها وتستطيع الحصول على طعامها وشرابها، حيث إن الله لم يخلق هذه الحيوانات اللطيفة عبثاً وإنما لإحداث التوازن على الأرض.
وليت أمانات المناطق وبلديات المحافظات والأحياء تنشط لإبعاد الكلاب والقطط الضالة عن وسط المدن والقيام بتدابير مناسبة للتقليل من تزاوجها، من خلال حقن بعض الذكور بهرمونات دائمة لمنع الرغبة بالتزاوج وتقليل الإنجاب بشرط عدم الإخلال بالتوازن البيئي الطبيعي.
وعلى جانب آخر ينبغي على وزارة البيئة والهيئة السعودية للحياة الفطرية، نشر ثقافة الرحمة بالحيوان والإحسان لها وعدم إيذائها ومعاقبة المتجاوزين، ومضاعفة العقوبة لمن يصور أو ينشر مقاطع الفيديو، وتوعية المجتمع بالتوقف عن إعادة نشر المشاهد المؤذية!