«الجزيرة» - سعد العجيبان:
تنطلق غداً الأحد مناورات بحرية مشتركة بين قطر وتركيا في المياه الإقليمية القطرية، تمتد إلى يوم الاثنين. وتأتي المناورة التي أعلنت عنها وزارة الدفاع القطرية، بعد ثلاثة أيام من وصول فرقاطة تركية إلى ميناء حمد البحري جنوب شرقي الدوحة، للانضمام إلى القوات التركية الموجودة في قطر.
وفي مشهد وصفه وزير الخارجية البحريني بأنه يعكس إصرار الدوحة على «عسكرة» الأزمة والاستنجاد بالجيوش الأجنبية وآلياتها المدرعة، تُكرّس الدوحة «تغريدها» خارج محيطها الخليجي والعربي.. بالاستقواء بالغريب في وجه القريب.. بدءاً باستقبالها دفعات من قوات عسكرية تركية، بينما عجّلت في تنفيذ اتفاقية تعاون عسكري مع اسطنبول!!. وتضمنت خطوات قطر في «عسكرة» الأزمة مناورتين مع أمريكا، وأخرى بحرية مع بريطانيا، وتدريباً مع فرنسا، كما شملت عقد صفقات عسكرية مع الولايات المتحدة وإيطاليا، في محاولة لتسويق الدوحة لنفسها على أنها تلقى دعماً غربياً «عميقاً»!!. على صعيد آخر سعت الدوحة بالتزامن مع ذكرى تحرير الكويت، الترويج لفكرة أن ما تتعرض له اليوم على أنه خطر يشبه ما تعرضت له الكويت في الماضي، متناسية أنها كانت العاصمة الخليجية الوحيدة التي حاولت عرقلة التحرير!!. فقد ظلت الجهود الدولية والإقليمية التي قادها الملك فهد - رحمه الله - راسخة في ذاكرة القيادة الكويتية، كما بقيت لحظة الاجتماع التي عقدها قادة الخليج لبحث تحرير الكويت عسكريا، بعد نفاد المساعي السلمية أكثر رسوخاً. وأسقطت قطر هذا الجزء الهام من ذاكرتها السياسية، وحاولت في المقابل تشويه دور باقي دول مجلس التعاون بقيادة الملك الراحل فهد بن عبد العزيز - رحمه الله -.