د.عبدالعزيز الجار الله
عام 1428هـ - 2007م صدر كتاب: جزر المملكة العربية السعودية في البحر الأحمر والخليج العربي. قبل ما يُعرف بالربيع العربي 2010م، وقبل انتهاء الدورة الاقتصادية الثانية في بلادنا، وقبل أن يعلن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن رؤية السعودية 2030 التي ستنقل السعودية -بإذن الله- إلى تحولات جديدة استثمارية واقتصادية وتنموية تجعلها أي السعودية لا تربط التنمية واقتصادها بدخولات النفط باعتباره المصدر الوحيد، وتعمل على تنويع مصادر الدخل، فكان كتاب الجزر الذي أصدرته هيئة المساحة الجيولوجية بإشراف د. زهير نواب رئيس هيئة المساحة، وتأليف أحمد الغزاوي ومحمد الراشد وعبدالله العنيزان، أنه ضمن الكتب العلمية يخدم فقط البحث العلمي والمجال الأكاديمي، لكن الأسبوع الماضي عندما أعلن مجلس الوزراء عن مشروع البحر الأحمر، وتحويل جزر الوجه وأملج في منطقة تبوك إلى مشروعات سياحية، برزت أهمية كتاب الجزر فعاد العديد من الباحثين إلى كتاب الجزر الذي قام بدراسة جميع الجزر السعودية في البحر الأحمر والخليج العربي وعددها 1285 جزيرة وجزر أخرى صغيرة جداً.
كتاب الجزر من 452 صفحة غطى جميع الجزر التي على بحار السعودية وخلجانها، حيث يبلغ طول السواحل السعودية 3800كم، وقد قامت هيئة المساحة وفريق عمل الكتاب بدراسات ومسوحات جيولوجية ميدانية لسواحل المملكة والجزر والشعاب والأرخبيلات، ووثقت الجزر بخرائط حديثة وحددت إحداثياتها حسب دوائر العرض وخطوط الطول وصورة من الجو والأرض وحددت مساحاتها ووصفت وصفاً تحليلياً وأيضاً تبعيتها لأي منطقة، وسجلت بأرقام وصنفت حسب التسلسل.
أبرز الكتاب أهمية الجزر الاقتصادية والاستثمارية من حيث المرتكزات التعدينية والسياحية والجمالية، وتضمن الـ50 جزيرة التي أعلن مجلس الوزراء الأسبوع الماضي عن تحويلها إلى مواقع استثمارية وحددها بمحافظتي الوجه وأملج، وهنا تأتي أهمية الكتاب لأنه درس ووثّق جميع الجزر السعودية دراسة علمية شاملة وأصدر لها خرائط دقيقة ووصف كل جزيرة على حدة وصفاً علمياً دقيقاً ورتبها حسب موقعها وجعلها في متناول الباحث والقارئ العادي، وهذا سيساعد الجهة المطورة للمشروع ويخدم فريق العمل الذي يعمل على تحول الجزر إلى مشروعات سياحية استثمارية.