جاسر عبدالعزيز الجاسر
ليس السعوديون فقط، بل كل أهل الخليج العربي يشعرون بالحقد والحسد وتعمد الإساءة والنيل منهم، ومن قبل من يعتبرونهم أشقاء، والذين نهلوا الكثير من الخيرات الخليجية والسعودية بالذات، والتي كانت ولا تزال أول من تهب لمساعدة الأشقاء. والمنصفون يعلمون أن المملكة العربية السعودية بالذات قدمت مليارات الدولارات لدعم ومساعدة الدول الأشقاء، ووقفت معهم في المحن والأزمات، وقدمت الأموال والدعم السياسي والاقتصادي للكثير من المجتمعات التي لا يمكن إخفاء عداء شرائح منها ممن ينتمون إلى أحزاب وجماعات مأدلجة وفكرية وطائفية، وأن هذه الشرائح دائماً وأبداً تكون في الجانب المضاد للسعودية ودول الخليج العربية.
وهذه الشرائح من السهل تشخيصها وفرزها من المجتمعات العربية التي تستشعر الكثير وتحمل الحب والتقدير للسعوديين والخليجيين، إلا أن المصنفين من المؤدلجين والطائفيين والمتطرفين من اليساريين والقوميين الذين يلغون أهم انتماءاتهم العربية بمواصلة عدائهم لمن ينتمي إليهم العرب. والذي يتابع هؤلاء يجد أن هؤلاء المؤدلجين والطائفيين وفلول اليسار والذين يتناقصون نتيجة تنامي الوعي الديني والوطني، إلا أن تلك الشرائح ظلت متقوقعة ضمن مواقفها التقليدية المعادية للسعودية ودول الخليج العربية، فالذين يقفون مع حكام قطر ليس حباً بهم ولكن نكاية ومناكفة للسعودية ودول الخليج العربية، وهم الشرائح والجماعات نفسها التي وقفت مع ملالي إيران رغم كل الأفعال والأعمال والإرهاب التي استهدفت الدول والمجتمعات العربية والسعي الحثيث لتشويه وإلغاء الهوية العربية، كما ساندت ودعمت تلك الجماعات تنظيم داعش الإرهابي ومليشيات حزب الله وكل فروعه الإرهابية ونظام بشار الأسد.
هذه الجماعات أصبحت مكشوفة ومنبوذة بعد أن تم تصنيفهم من خلال مواقفهم أو من خلال ما تضمنه مواقع الاتصال الاجتماعي وتدويناتهم، والمؤسف أن بعضاً وإن كانوا «شرذمة» من السعوديين وأبناء الخليج العربي يدخلون ضمن تلك الشرائح التي تعد شرائح مشوهة لأنها من تلك الجماعات التي تأثرت بما سمي في فترة سابقة بـ»الصحويين» والذين انحرف بعضهم ليصبحوا مثل المتحزبين ولكنهم متحزبون ضد وطنهم، وهؤلاء تجدهم في السعودية وفي دول الخليج العربي وهم كما هو معروف قلة قليلة جداً، إلا أنهم يشكلون تياراً منحرفاً تجعل الكثير من السعوديين ومن أبناء الخليج العربي يتساءلون عن فكر هؤلاء وكيف لم يكتشفوا انحياز الشرائح والجماعات المنحرفة فكرياً ودينياً واتخاذهم مواقف دائمة ومستمرة ضد بلدانهم التي لم تقصر في الوقوف مع مجتمعاتهم ومساعدتهم في المحن.