ماذا سأكتب عن نهاية أسبوع لم تعد تعني لي أي شيء، ماذا ستكتب لي وعني تلك النهاية التي تقضم هيكل جسدي بكثرة الرواد لبيتنا الكبير، وكأنه مرقص ليلي يكتظ بأنواع ومشارب مختلفة المذاق والنهكة والوقت حسب مزاج وعمر كل من يأتي إلينا محملا بمطالبه وطباعه؟
لاشيء سوى زحام من فوقه زحام من أولئك الزائرين الذين تمنعهم الوظيفة من القدوم أيام الأسبوع فيتكدسون في إجازة نهاية الأسبوع.
كل هدوء واستراحة متربصة واسترخاء موبوء بالقلق المكتوم على استحياء أو استعداء هو بمثابة عقاب متقدم أو متأخر لاشك في أنه حل في غير أيامه المقررة .ترى من يقرر أن اليوم يبدأ أو ينتهي على نحو ماهو عليه؟ وأن للأسبوع نهاية تسمى عطلة، عطلة لبعضهم وكدح للباقين!.
لا أعلم كيف أتشكل في قمة خلودي المتمني الحياة والخلود معا. ولكن لاخلود دون موت أبدا.
تتمنى الكوابيس العاطفية التي تنتظر غفوتي الأولى أن أقذف بحمم لساني اللاذع على كل شيء من حولي حتى على فزعي، إلا أنني أتحاشى أن أكون مثل ببغاء وأردد السخف الذي يعتلي حواري بين الأخضر واليابس والقديم والجديد والإنساني والبذيء.
عييت من أشكال الحزن وأنماطه وتحولاته أنى حللت وأنى انتقلت. هل كانت القصة القديمة المستيقظة الساهرة ووحدتي وهي تتوافد على أبطال سهرتها الساخرين تخشى لكوني امرأة نصف حداثية نصف تقليدية. في تلك القصة تمثل لي لونا من الحظ تأخر عن بعض المصائب التي مررت بها لأهدأ قليلا وتكون له أولوية الحزن في سبلي.
هكذا سيعلمني التناقض بين ماهو حداثي وبدائي .بأن الخلود ليس هو الصورة النهائية للجثة الذاتية المحنطة في بضع ثقوب مهمومة مقوسة بالغيظ والكمد وكتمان الذي تغير وغير لون دمه إلى تراب تفتت فأصبح هشيما يذروه الخريف هباء لكل دابة أرض.
- هدى الدغفق