بحكم العادة، نستمع ونردد وقد نؤمن أيضاً بمعان وأبعاد لعبارات ذات قيمة لاشك، يسمونها حكماً وأسماء أخرى لا مجال لسردها هنا، إلا أنها تستحق منا وقفة تأمل، فلكلٍ حكايته ومشاهده وأبطاله، وما يناسب حكايتي، قد لا يناسب غيري بالطبع.
لذا تسللت لكتاب صغير يجمع خلاصات من هنا وهناك، أمسكت به وقلبته رأساً على عقب وشرعت بقراءته بالمقلوب! نعم بالمقلوب على أمل أن يكسر ذلك اعتيادي على قراءتها أو سماعها منذ صغري، على أمل أن أجد بين ثناياها معاني وتساؤلات وخطوطاً لم أنتبه لها من قبل.
ولأني لست على علاقة جيدة مع ذاكرتي، دونت ما قرأه عقلي بالمقلوب، أشارككم إياه وأدعوكم بعد أن تنتهوا من القراءة، أن تقلبوها أيضاً وتبحثوا عنكم وعن معان تناسبكم، اكشطوا وإن لم تربحوا:
القناعة كنز يفنى بلا جدال، والقطارات لا تفوتنا، هي فقط تنتظرنا في المحطة التالية. أما القشة التي قصمت ظهر البعير لم تعلم أنها قصمت السنام فقط، أما الظهر فتنتظره حكاية أخرى. والصبر ليس أفضل علاج للحزن بل الذاكرة المهترئة العلاج الأفضل. وعن حريتنا فهي لا تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، فجميعنا لا نملكها. والسكوت ليس علامة رضا عندما لا نملك غيره خياراً، كما أننا لا نعلم إن كان الصمت من ذهب حقيقي وليس مزيفاً! ولماذا علي أن أفكر خارج الصندوق، أريد أن أستكشف زوايا الصندوق وخباياه أولاً. أما بعض الأعمال فمن الحكمة تأجيلها للغد، وهل البعيد عن العين بعيد عن القلب رغم مزايا الكاميرا الأمامية لهواتفنا الذكية!
وأخيراً.. لم يكملوا لنا حكاية الأذن التي عشقت قبل العين، وما الذي حدث بعد الرؤية!.
- خلود العيدان