الثقافية - حمد الدريهم:
قبل عقود، تدفّق حبراً على صفحات المفكرين والمثقفين والأدباء ليكوّن نظرات ورؤى ثقافية وفكرية مختلفة ومضطربة أحياناً في الذاكرة ، اليوم ، كيف أصبحت النظرة الثقافية والفكرية لذلك الذهب الأسود في المملكة العربية السعودية، أما يزال ملهماً لجدليات حبر الكتابة أم أنه توقف عند تلك النظرات الكلاسيكية التي استقرت في شرايين الذاكرة ؟!
سهام القحطاني: النفط لا يصنع ثقافة أو يؤثر في صناعة ثقافة
حسبما أعتقد أنّ النفط لم يؤثر في تشكيل الثقافة السعودية أو تشكيل العقل الثقافي للمثقف السعودي.لكن تأثيره كان محصوراً في التنمية الاقتصادية للمجتمع السعودي وهي حصرية لا يمكن الاستهانة بها على كل حال، أو تجنيبها كمحرك دفع لتنمية المجتمع، ولذا علينا أن لا نساوي تأثيره على التنمية المادية والنمو الثقافي.
كيف يمكن أن نضبط تأثير أي عامل أو قوة في تشكيل الوعي الجمعي؟ عندما تتحول تلك القوة إلى «أسلوب حياة» وأسلوب الحياة المقصود به صياغة تنميط فكري وسلوكي مُنتج لتغيير مخصوص، فهل تحول النفط في حياة السعوديين بما فيهم المثقف إلى أسلوب حياة بالمعيار السابق ذكره؟.
والحقيقة أن النفط أسهم في إحداث «طفرة شكلانية» في أسلوب حياة المجتمع السعودي مع احتفاظه المتطرف بأفكار ثقافته ومحاربته للأفكار الثقافية الجديدة وربط التجديد الثقافي بجذر الدين، وما عمّق هذا التطرف الدور السلبي للمثقف السعودي الذي اعتمد على مبدأ «الظاهرة الصوتية».
أما على مستوى مدى تأثير النفط على تشكيل ثقافة المثقف السعودي أو إنتاجه الثقافي، فتأثيره يكاد «ما قلّ ولم يدّل» والسبب أن المثقف السعودي اعتمد في تشكيل تاريخه الثقافي على»التقليد» أو التأثر بالأدب العربي ، وهذه الاستراتيجية هي التي أسهمت في رسم طبيعة ثقافة المثقف السعودي.
و بلا شك أن اعتماد المثقف السعودي على استراتيجية «التقليد الثقافي» لرسم هويته الثقافية أعاقت قدرته على استثمار عامل النفط لصناعة ثقافة مصبوغة بالتأثير النفطي مميّزة لهويته الثقافية عن غيره من الثقافات العربية، وبذلك كانت الثقافة الأدبية تسير منفصلة عن تأثير النفط، ومنفصلة كذلك عن الوعي الاجتماعي الذي تربى شكلاً على النفطية.
كما أن هذا التقليد فصل المثقف عن الخلفيات المتنوعة للمتلقي ذات المرجعية الدينية أو الشعبية، وهو فصل أسهم بعد ذلك في سقوط النخبوية الثقافية باتجاهاتها الفكرية.
وهذا الفصل حوّل النفط كقيمة مادية قابلة لصناعة إثرائية إلى عامل سلبي تصاعد إلى منزلة النقص، مما جعل مصطلح «المجتمع النفطي أو المواطن النفطي أو الثقافة النفطية» معادِلاً لسطحية الثقافة وسذاجتها وبداوتها وهمجيتها وتخلّفها، ووصمة عار تصبغ الإنتاج الثقافي الصادر من المثقف النفطي، سواء في بعض وسائل الإعلام العربية أو الإعلام العالمي.
سلطان العامر : شيء يشبه المطر
إن صحّ أن المعاناة هي منبع الإبداع الفكري والأدبي وأفضل محرّض على التفكير والتنظير، فإن التغيّر الذي أصاب تعاطي الأدباء والمثقفين السعوديين مع النفط هو انعكاس لزوال المعاناة التي صاحبت العقود الأولى من إنتاجه في السعودية. ففي الفترة من الأربعينيات وحتى السبعينيات، خضع الآلاف من السعوديين لتجربة معاناة حساسة وجوهرية مع النفط عندما تحوّلوا إلى عمّال في أرامكو التي كانت آنذاك مملوكة للشركات الأجنبية. فنحن اليوم نعلم من خلال وثائق أرامكو الموجودة في جامعة جورج تاون، أن الشركات الأمريكية التي كانت تملك أرامكو قبل تأميمها قد بنت في المنطقة الشرقية نظاماً اجتماعاً شبيهاً بنظام الفصل العنصري في الولايات الجنوبية في أمريكا، كان فيه العمّال السعوديون يعيشون في أحياء خاصة معزولة سيئة الظروف، ويتقاضون أجوراً أقل من غيرهم ممن يقومون بنفس أعمالهم، ويحرمون من فرص التعليم والتطوير وغيرها. هذه التجربة خلقت حالة معاناة بنيوية، دفعت بالعمّال السعوديين والمحيطين بهم من المتضامنين، للتعامل مع هذه الظروف بطرق متنوعة لا تبدأ من إضرابات عمالية أجبرت الملّاك الأجانب لتبني مطالبهم وتحسين ظروفهم، ولا تنتهي من تأسيس الصحف والإنتاج الثقافي والأدبي الذي أعطى النفط معنى اجتماعياً ممتلئاً بالسرديات والرموز والمشاعر المتوترة. وإزاء هذا الهجوم، ولّدت الشركة تصوّراً مضاداً لدورها ولما تقوم به، تصوّراً يخفي كل مظاهر العنصرية والتمييز والاضطهاد، ويقدّمها كعامل خيري مشغول بمهمّة تنمية وتحضير المجتمع السعودي، قصّة تقدّم النفط باعتباره سلعة اقتصادية محضة مفرّغة من كل بعد سياسي وتاريخي وثقافي. هذه المرحلة المهمة من تاريخنا لم تتم كتابتها بشكل تفصيلي، والمخزون الرمزي والثقافي والفكري الذي خلفته يستحق إعادة النظر والدراسة والتأويل. إلا أن ما يهم هنا في الصراع بين العمال والشركة هو نتيجته: فنجاح العمّال السعوديين على انتزاع حقوقهم كاملاً من الشركة لم يقد لانتصار سردياتهم وتصوراتهم عن النفط، بل، وبشكل غريب، قاد إلى انتصار سرديّة الشركة وتعميمها. ذلك أن نجاح العمّال عنى إنهاء حالة الاضطهاد والمعاناة التي كانوا يعانون منها، وبالتالي تحوّلهم طبقياً، وافتقاد السرديات والتصورات السابقة لوظيفتها وجدواها. رافق ذلك بداية تأميم الشركة، واكتشاف الحكومة فائدة في الحفاظ على تصوّر الشركة للنفط باعتباره سلعة اقتصادية محضةلهذا نجد أن التصوّر السائد للنفط اليوم في المخيلة السعودية هو أنه شيء يشبه المطر: يقترن الرزق والغرق الذي يأتي به بمجرد هطوله. أي أن الذي يتعامل مع أثر النفط بصفته (نقمة) يشترك مع ذاك الذي يراه (نعمة) في أنهم يربطون بين النفط وآثاره ربطاً ميكانيكياً. وهكذا، مثلما هي قصّة المطر، يتم تفريغ قصة النفط في السعودية من كل عامل بشري يربط بين هذه السلعة وآثارها، أي أن هذا التصوّر يسعى لتفريغ النفط من كونه مخلوق اجتماعي: تضمّن في داخله العديد من المعاني والقصص والأبعاد السياسية والأدبية والفكرية والتاريخية.
سالمة الموشي : الذهب الأسود
ذاكرة المرحلة
إن استبعاد فكرة تخيل حياة ما بعد النفط يكاد يكون غامضاً وشبه مغيب عن الكثير، وعلى هذا فإن على المثقف دور كبير في تغيير هذا المتخيل وربط المواطن بالواقع، وهذه أهم إشكالية تواجه خطاب المثقف وأولوياته وهو تحدٍّ حقيقي يفرض على المثقف أن يستعيد دوره الطليعي في أهم متغيرات المرحلة.
النفط أو ما يعرف «بالذهب الأسود « ليس مجرد ثروة اقتصادية أو قوة سياسية بل هو تاريخ وذاكرة مرحلة بأكملها، كان كذلك على مدار عقود زمنية مضت وسيظل يُسجل كأهم المعطيات التاريخية في حياة الشعوب فهو ذاكرة تاريخية للقوى ، للتنافس للاستبداد ، للحروب ، للاستعمار ، للثروات ، وكما يمر كل شعب بأزماته التاريخية والمرحلية، كذلك النفط مر ويمر بالكثير من هذه الأزمات ولعل أشهرها قيام الدول العربية في 1973م بإعلان حظر النفط لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية، مما ألهب حماس المثقفين في تلك المرحلة وسطروا القصائد والكتب و اُعتبر النفط أداة قوى سياسية واقتصادية، وباتت الشعوب تتحرك من خلاله وبه وعلى مقربة من هذا العملاق الهائل الذي يحكم الأمة يقف الإنسان البسيط والمثقف والسياسي والحاكم، كلٌ يعمل ما تفرضه عليه المرحلة والدور الذي ينبغي أن يقوم به .
إن علاقة المثقف بما يعرف بالذهب الأسود أو النفط، لابد أن تكون أكثر عمقاً وبعداً من علاقة الإنسان المواطن البسيط، حيث إن المثقف هو العين الراصدة والفكر المتحرك لقراءة ورصد تحولات المرحلة والتحولات الاجتماعية والاقتصادية في مجتمعه، بعكس الإنسان الذي يتطلع إلى المعنى القيمي للنفط كونه مصدر من مصادر معيشته ورفاهيته ليس أكثر من هذا. من هنا فإن المثقف لا يقل تأثيراً في هذا السياق عن البقية.
وكما سيظل النفط ملهماً للإنسان البسيط كونه أحد أهم مصادر عيشه فإنه كذلك لكل كاتب مفكر، ومما لاشك فيه أن تحولات المرحلة النفطية بدأت تضفي على المثقف أحد أهم تحولاتها، ومن هنا يأتي الدور الكبير الذي ينبغي أن يظهر به المثقف باعتباره جُزءاً من الوعي المجتمعي، وتكمن الأهمية في الخوض في حقائق المرحلة والتعاطي معها دون تضليل المجتمع، أو تغييبه عن كل ما يتوجب طرحه ومعرفته من معلومات وحقائق وأرقام وتحول اقتصادي ، بمعنى كل ما يمس ثقافة النفط بشفافية أكثر على غير ما كان من تصعيد في العقود السابقة لأسباب عديدة ، منها اختلاف الجيل الحالي وتغير مرحلته السياسية والاجتماعية وتوسع دائرة الوعي والإعلام ومصادره .
المجتمع الثقافي اليوم بكل منظومته أفراداً كانوا أو مؤسسات عليهم التعامل مع ثقافة النفط ومعطياته ومخرجاته الحالية، ليس باعتباره ثروة لا تنضب، بل من خلال الدفع بكل الإمكانات الثقافية والعملية لتغيير هذا المعنى الضيق لثرواتنا النفطية وخلق متغير موازٍ لهذه الثقافة، يقوم على فكرة أن النفط كثروة قومية يجب أن يقوم بدور حاسم وعملي وملموس يحرض على النهوض من أجل المستقبل، وليس المفاخرة بالماضي والثروات، بل بالعمل على تأسيس تفكير جديد ومفهوم جديد ونظرة جديدة وجدية تعمل باتجاه بناء بنية تحتية لحياة لا يشكل النفط كل مصادرها بقدر ما يكون جزءاً من تلك المصادر .
حسن الشريف: لم يكتسب أهميته إلاّ في السبعينيات
منذ اكتشاف النفط خليجياً في العقد الرابع من القرن الماضي، لم يكتسب النفط أهمية كبرى إلا في سبعينياته، تزامناً مع تطبيق مبدأ مناصفة الأرباح والتسعير المنفرد للنفط الخام في السوق الدولية من قبل منظمة أوبك، وهو ما حدا أن يطلق عليها حقبة الفورة النفطية. منذ ذلك الحين بدأت تتشكل رؤى بين أوساط المثقفين عن النفط وعلاقته بالفضاء الفكري، تفاوتت تلك الرؤى لكن يمكن تلخيص أبرزها في اتجاهين. الاتجاه الأول رأى في النفط مصدراً مالياً لدعم التنمية والتي بدأت خططها منذ السبعينات أيضا. هذه الخطط بما تحمله من برامج تهدف إلى تطوير المجتمع تعليميا وثقافيا عبر إنشاء المدارس والجامعات والأندية الأدبية، والتي من شأنها أن تؤثر إيجابياً في الفضاء الفكري والاجتماعي. غير أنه بعد فترة زمنية لم تطل، بدأ يتنامى اتجاه آخر يرى أن سعر النفط والحركة الثقافية يسيران في اتجاهين متعاكسين، حيث يرى أنه تم استخدام النفط كوسيلة للسيطرة على الفضاء الفكري، الأمر الذي أفضى إلى جموده. كان ذلك عن طريق وضع حدود غير متباعدة للتنوع الفكري مع دعم أحد الأطياف لأجل تأطير المجتمع مذهبياً وفكرياً وفق ما تراه الحكومات.
في ظني أن كلا الاتجاهين رأى جزءاً من الحقيقة. بلا شك أن البترول كان عاملاً مهماً في رفع قدرة الحكومة على السيطرة على مجالات المجتمع المختلفة، وهذا بلا شك أبطأ الحركة الثقافية حتى الألفية. مع الألفية برز عاملان لعبا دوراً مهماً في تخفيف سيطرة الدولة على المجال الفكري، هما تزايد انتشار استخدام الإنترنت وأحداث 11 سبتمبر. فتزايد انتشار الإنترنت صعّبت على الحكومات السيطرة على حدود التنوع الفكري، كما أن أحداث 11 سبتمبر حدّت من الدعم الذي يتلقاه الطيف الذي يتماشى مع سياستها.
ما حظيت به الحركة الثقافية من التحرر النسبي من السيطرة الحكومية، جعل البعض أكثر قدرة من ذي قبل على ملاحظة الآثار الإيجابية للنفط على المجال الفكري. من ذلك انخفاض كبير في مستوى الأمية مقارنة بدول أخرى غير نفطية، كذلك انتشار الجامعات ومجانية التعليم بشقيه العام والعالي، وتنامي برامج البعثات التعليمية الخارجية. ومن ذلك أيضا أن وفرة المال جعلت الأفراد أكثر قدرة على شراء الكتب وحضور المناسبات التعليمية أو الثقافية محلياً أو السفر لها خارجياً بل وعلى إيجاد الوقت الكافي للتعلم والتثقف. كل تلك الآثار الإيجابية للنفط كانت حتى أثناء سيطرة الحكومات على المجال الفكري غير أنها لم تكن بذلك الوضوح لدى البعض إلا بعد تحرره، عندما رأى أنه خلال بضع سنوات منذئذ استطاعت الحركة الثقافية الخليجية، أن تصبح ذات قيمة محورية في مجال الفضاء الفكري العربي، الأمر الذي لا يمكن أن يفهم دون الانتباه للدور الفعال الذي قام به النفط في ذلك. يمكن الترميز للقيمة المحورية التي اكتسبتها الحركة الثقافية الخليجية بأمور عدة، فالجامعات العربية الحاصلات على ترتيب دولي مرتفع أغلبها خليجية، وعدد المؤتمرات والمناسبات الثقافية الخليجية أكثر جذباً للمتحدثين العرب وهي الأكثر انتشاراً. كذلك برزت دور نشر خليجية غدت مأوى أفئدة المؤلفين، وأهم موجات التعريب الحديثة كانت بفضل مؤسسات خليجية رسمية وغير رسمية. وغني عن الذكر أيضا أن أهم معرض كتاب عربي هو خليجي أيضا. كل هذا النشاط الثقافي لم يكن من السهل فهمه دون الإقرار بدور النفط في ذلك.
الحميدي العبيسان : كان ملهماً وعنصر قوة وبناء
في أرض يتقاسمها جفاف الأرض وملوحة البحر، وتفتقر تبعاً لذلك لمصادر الغنى الطبيعية وروافد الحياة الدائمة ، ثم فجأة ومن أعماقها القاحلة ينزف ذلك الذهب الأسود ، الذي انساب على هذه الأرض ليعوضها عن دهور الجفاف بمواسم الخير ، وإعادة تشكيل ذهنية المواطن الذي تحول من حالة العوز والانشغال بلقمة العيش إلى شخص، يستشرف المستقبل على ما صاحب هذه الذهنية من إرهاصات معرفية وسلوكية، كانت نتيجة للثراء السريع الذي ينقل الناس بين نظامين مختلفين ، على العكس من الثراء المتدرج الذي يصاحب تدرجه تدرج في نمو ذهنية الفرد . كان النفط ملهماً وعنصر قوة وبناء وحتى عنصر ضغط سياسي ، إنه سلعة اقتصادية سياسية اجتماعية في آن . كان من أهم إرهاصات الوعي في زمن ما بعد النفط هو الانغماس بثقافة الاستهلاك ، والوهم بطول عمر هذا المعين المتدفق ، لأن الحصول عليه سهل وبيعه سهل صارت قيمة المال المتحصل منه من السهل صرفها ، وكان التركيز على العمر الزمني للنفط دون الانتباه لتطور البدائل التي يمكن أن تحل محله ، هنا ذهبت السكرة وجاءت الفكرة في أن يكون النفط رافداً لا شرياناً أساسياً للوطن ومقدراته ، وعلى هذا الأساس بنيت رؤية 2030 التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط ، ذلك الذي انتشلنا من الجهل والهلاك واليوم بفضله هو سنتخلص من اعتمادنا عليه !.
علي فايع : تقدمنا خطوات إلى الأمام
أظن أننا تقدمنا خطوات إلى الأمام في المستويين المعرفي والثقافي وأصبحنا مقنعين بشكل كبير لإخوتنا العرب الذين يرغبون، ولديهم القدرة على التفريق بين الموضوعي بوصفه حقيقة ماثلة، وبين الذاتي الذي امتثل لكبح عواطفه ولجمها بوصفها عواطف ونزعات ذاتية .
تقدمنا خطوات وربما تجاوزنا غيرنا ولم يعد هناك ما يبرر تلك النظرات، وإن كان هناك كتّاب عرب ما زالوا يلوكون هذه العبارات بين فترة وأخرى، إلا أننا تجاوزناها والزمن كذلك تجاوزها وتجاوزهم أيضاً .
هذا لا يعني أننا ابتعدنا بشكل كامل عن هذه الدوائر التي يراد لنا أن نبقى في داخلها، لكننا انطلقنا كتّاباً وأدباء ومثقفين إلى ما يلفت الانتباه إلينا غير النفط والمال الذي ربما بعض إخوتنا العرب يملكونه أكثر منا !
لدينا ثقافة جيدة قادرة على الحضور والإقناع لدينا كتّاب وأدباء ومثقفون لدينا متعلمون وطلاب، ينافسون في مجالات المعرفة والثقافة بشكل مبهج .
لا أنفي أن لدينا عاهات وأمراضاً وعوامل نقص، لكنها لن تكون أكثر مما لدى إخوتنا العرب مثقفين وعامة.
المستقبل ينتظرنا إن نحن اتجهنا إليه واستثمرنا ما لدينا من كوادر بشرية وطبيعية بشكل سليم، وعندها لن يكون لأحد علينا صوت أو سوط .