د. عبدالرحمن الشلاش
يعتقد بعض محدودي التفكير و غير العارفين ببواطن الأمور و غير المدركين لخلفيات أزمة قطع العلاقات مع حكومة قطر أن المسألة تتحدد في مجرد قطع علاقات عابر كما يحدث بين الدول نتيجة اختلافات في وجهات النظر.
مع مرور الأيام بدأت الأمور تنكشف أمامهم؛ فالأمر ليس مجرد قطع علاقات عابر من أربع دول شقيقة وإنما قطع علاقات مبرر نتيجة ما تقوم به حكومة قطر المعتدية من تدخل سافر في شئون تلك الدول و دعم لجماعات إرهابية لتنفيذ عمليات إجرامية، و تهييج الشارع العربي من خلال قناة الجزيرة. تلك المبررات التي ضمنت في الشروط الثلاثة عشر والمطلوب من الدوحة تنفيذها.
مع كل يوم يمضي ينكشف كثير من سياسات هذا النظام السيئ، و ينزاح القناع عن بقية ملامح وجهه الكريه.
في قطع العلاقات بركات لنا من الله تهل علينا كل صباح فقد كشفت كم هذا النظام مراوغ وكاذب ويتمتع بفجور كبير في الخصومة يحاول أن ينفي عنه كل الحقائق الدامغة يضيع الوقت في مناقشات و محادثات فارغة مع دول أخرى بدلا من تصحيح الأوضاع و فتح صفحة جديدة مع الأشقاء. خرج علينا تميم بخطاب مرتبك غير مرتب يبدو أنه شخصيا لم يستوعب مضامينه ما يدل على أنه ليس له من الأمر شيء، و إنما تدار الأمور من قبل الحمدين و باستشارة المرتزقة و تحريك الأرجوز وزير الخارجية. في الخطاب دلالة على أن الوضع في قطر عائم و ثمة من يشجع الحكومة الحمدية على الإصرار و العناد و المكابرة و نفش الريش لهذا الكتكوت الصغير.
من بركات الأزمة أن كشفت عداوة هذا النظام البغيض، وخاصة للمملكة العربية السعودية، فقد كان طرحه لتدويل الحج سابقة خطيرة جداً، و لم يقل بهذا القول إلا إيران و المقبور القذافي في ملاسنات ومماحكات سياسية لم تصل لما وصلت إليه الوقاحة القطرية من طلب لهيئة أممية فيه تعدٍّ على سيادة المملكة على أراضيها. الغيرة و الحسد و الحقد وصل إلى أقصى مدى وهذا ما يوضح أن من بركات هذه الأزمة مزيداً من كشف الأوراق المخبأة خلف الأقنعة الزائفة.
الأيام تمضي و نظام الحمدين مسرور بأن بلده الصغير يتردد اسمه على مدار الساعة في نشرات الأخبار العالمية و هذه من بركات الأزمة التي أثبتت بما لا يدع مجالا للشك ما يعانيه هذا النظام من أمراض مستعصية جدا، وأن التعامل معه يحتاج الكثير من الصبر و فرض مزيد من العقوبات والإصرار على تنفيذ كافة الشروط دون تنازلات فقد تعلمنا أن مثل هذه النوعية لا ينفع معها حوار؛ فهي بطبيعتها شريرة مراوغة و لا ينفع معها إلا القوة والثبات إلى النهاية فالضرر عليهم و ليس علينا.