موضي الزهراني
مع بداية كل إجازة صيفية تتكرر المطالبات بإيجاد الحلول لمشكلة فراغ الشباب وخصوصاً في وقت الإجازات الطويلة والتي قد لا تملك الكثير من الأُسر السفر أو إلحاق أبنائها في دورات خارجية أو حتى داخلية لتكاليفها الباهظة! لذلك يكون التركيز على البرامج التي ستقدمها المراكز الصيفية تحت مظلة وزارة التعليم والتي قد يتم إطلاقها في بعض المدارس الحكومية، أو إحدى الجامعات، ولكن بآلية جامدة تخلو من عوامل الجذب لها لمختلف الشرائح، وخصوصاً أن تلك المراكز الصيفية تخلو برامجها من التجديد المواكب للتغيّرات الحياتية، ولخصائص نمو الشباب والتي لم يعد يشبع احتياجاتها برنامج مسابقات مستهلك، أو برنامج رياضي مكرر، أو الخروج لرحلة لاستراحة خارج المدينة وقضاء الوقت في السباحة وتناول مختلف الوجبات الدسمة! فالمراكز الصيفية لا تحظى بحضور ولا إقبال من مختلف الشرائح لهذه الأسباب مما يتطلب إعادة النظر في جدواها خاصة خلال الإجازة الصيفية التي يتسبب فراغها الطويل في ازدياد نسبة السرقات والمشاجرات بين الشباب والتجمعات في المراكز التجارية بدون هدف، وازدياد نسبة المعاكسات، وارتياد المقاهي بهدف التدخين، وارتفاع نسبة التفحيط، إلى غيره من المشكلات السلوكية التي تنتشر غالباً بين شباب الطبقات التي لا تسمح ظروفها المادية بتسجيل أبنائها في البرامج الصيفية الخارجية، والتي لها محاذيرها أيضاً! لذلك لا بد من تعاون وزارة التعليم مع الجهات التدريبية مثل كليات التقنية وهيئة السياحة والمؤسسات الخيرية في إعداد البرامج التدريبية الابتكارية والتي تهدف لإعداد الشخصية القيادية والمبتكرة من خلال إخضاعهم لبرامج حوارية ابتكارية، أو برامج تدريبية ذات مهارات مهنية عالية المستوى وخصوصاً من فئة المراهقة إلى مرحلة الشباب، فالمراكز بحاجة للتنوّع والتجديد والابتكار والابتعاد عن الأنشطة الروتينية التي جار عليها الزمن من سنوات، ولنا في برنامج مؤسسة الوليد الإنسانية «سفراء الحوار» وبرنامج «شغف» لمؤسسة الملك خالد الخيرية أكبر قدوة لإعداد البرامج الصيفية الداخلية الجاذبة لأبناء الطبقات التي لا يحالفها الحظ في الانضمام لمثل هذه الجهات المتميزة في برامجها الاجتماعية وذلك من أجل إعدادهم كقادة في مجالات قريبة من شخصياتهم وعدم تنفيرهم ودفعهم بسبب تلك البرامج الهزيلة إلى كوارث الشوارع والتجمعات الشبابية غير الهادفة!