صالح الهويريني
انتهى مشوار ممثلا الكرة السعودية (الهلال والنصر) في البطولة العربية بخروج الفريقين من دورها التمهيدي.. الهلال خرج منها (وهو مرفوع الرأس) لأنه من خلالها قدم مستويات رفيعة وأمام فرق عريقة شاركت بعناصرها الأساسية، فضلاً عن أنه أيضاً (وهذا مهم) شارك فيها بلاعبين شباب (الفريق الأولمبي) ودون أي لاعب أجنبي وأشاد بهم النقاد وتأكد أن بعضاً منهم -على الأقل- سيكون رافداً قوياً للفريق الهلالي الأول.
- في حين أن خروج النصر من البطولة كان (مذلاً) وجاء على طريقة (خرج وهو يجر أذيال الهزيمة والفشل) جراء ظهوره من خلالها بصورة هزيلة (مستوى.. ونتائج) فضلاً عن أنه خسر بالأربعة من أمام فريق الفتح المغربي، ورغم أنه شارك بالفريق الأول (الأساسي) ومدعوماً بأكثر من لاعب أجنبي وبعد فراغه من معسكر خارجي.
- بالمناسبة أحد إعلاميي النصر لخص حل معاناة فريقه في البطولة: في حاجته إلى (لاعبين جوعانيين بطولات) حسب وصفه.. الذي سمع هذا الإعلامي وقتها ويجهل التاريخ (أو ما له في الكورة).. سيخيل له أن النصر هو أكثر فريق سعودي لديه بطولات.. وأن جيله الحالي حقق أكثر من (20) بطولة، وهي كلها (3) بطولات لك عليها وتدور حولها الشكوك.. لكن وش الكارثة (الكارثة) أن هذا الإعلامي يتصدر ضيوف استديوهات بعض البرامج الرياضية.
- هناك فئة (بالغت) في الثناء على لاعبي أولمبي الهلال خلال البطولة العربية.. وهناك فئة أخرى راحت (تمجد فيهم) نكاية بفرق أخرى.. في حين كان هناك فئة ثالثة (وهي الواقعية) أثنت على عطاء اللاعبين بأسلوب غلب عليه طابع التحذير من الغرور.. وأن الطريق أمامهم ما زال في بدايته.. وأنهم بحاجة إلى المزيد من الجهد والمثابرة لبلوغ مراتب النجومية الحقيقية.
كلام في الصميم
- كل (كتاب المحليات) الذين كانوا يخفون ميولهم الصفراء وأظهروها بعد نهاية موسم 2014م وتحول بعضهم إلى (مشجعين محتقنين) كأني بهم حالياً يقولون (ليتنا ما كشفنا عن ميولنا).. وليتنا على شغلنا الأول (ما لنا في الكورة.. أو ما نتابع إلا الدوريات الأوروبية).
- معلق مباراة النصر والزمالك (في فضائية مصرية) من كثر ما كان يردد لقب العالمي خلال المباراة شعرت وقتها وكأنه يمارس (السخرية) بحق النصر.
- تمريرة أجنبي النصر الخاطئة التي منها الهدف الرابع للفتح المغربي في المرمى النصراوي.. ذكرتني بتمريرات يوسف الثنيان (أنت وضميرك والباب)!!
- أسوأ شيء (في الإعلام) هو أن يكون هذا الصحفي أو ذاك تابعاً لرئيس ناديه أو معزبه مثلما هو حال بعض الإعلاميين وعلى اعتبار أن مثل هذا النوع من الصحفيين لا يمكن أن يحظى باحترام حتى أصغر المشجعين في ناديه.
- أجمل ما في دورة تبوك الدولية هو أن الداعم لها هو رياضي قديم وخبير متمثلاً في الأمير فهد بن سلطان ذلك الرجل الذي كلما جاء ذكره عادت بنا الذاكرة إلى بدايات نجاحات المنتخب السعودي في الثمانينيات الميلادية وعلى اعتبار أن سموه أيامها كان نائباً للرئيس العام لرعاية الشباب والمشرف العام على المنتخب.
- أسوأ ما في البطولة العربية هو تواضع مستوى التحكيم فيها.. هذا المستوى التحكيمي المتواضع أعاد بعضاً من ذكريات بعض الحكام في منافساتنا المحلية خلال موسم 2014م.
) قبل أيام ومن خلال رسالة بثها جوال النصر قال الأمير فيصل بن تركي: يجب على الجمهور أن يطمئن.. (ولا يهمني أشباه) الجماهير..).
- الأجانب الذين يغادرون الهلال ينصحون باللعب للهلال لكل لاعب أجنبي يستشيرهم.. في حين أجانب غيره (في النصر تحديداً) ينصحون غيرهم بالتريث وعدم الاستعجال.. إنما بيئة الهلال النقية والجاذبة.. وهنا يكمن الفارق.
مشكلة عمر السومة
- النجم السوري الكبير عمر السومة نجم مشهود له بالأخلاق الرفيعة.. قبل أيام حدث بينه ومشجع أهلاوي مشكلة.. المشجع خرج من خلال (مقطع فيديو) وتحدث عن تفاصيل المشكلة وأسبابها، وحمل السومة مسؤولية (تلف) جواله.
- إعلام الهلال لم يعلق على المشكلة لأنه يدرك أنها مشكلة عادية وطارئة ولا يستحق التوقف عندها (بغض النظر عمن يكون هو المخطئ) تخيلوا لو أن (مشكلة السومة) حدثت للاعب هلالي مع مشجع هلالي.. (يا ستار) ربما قرأنا وسمعنا من (الإعلام الأصفر والأخضر) عن هذه المشكلة من القصص (وسواليف أم العترين) ما لا يخطر على البال نكاية بالهلال وحرباً عليه.
- وربما زعموا أن اللاعب نفسيته تعبانة وغير مرتاح في الهلال أو أن له حقوقا مالية لم يستلمها منذ (70) عاما.. أو أن مدرب الهلال لا يريده.. وهذا هو الفارق بين إعلام الهلال الراقي الذي لا يتوقف عند صغائر أو توافه الأمور.. وبين إعلام يقوده مجموعة مراهقين ومشجعين محتقنين.
خاتمة
اللهم احفظ بلادنا (السعودية) من الفتن ما ظهر منها وما بطن.. ووفق قادتها ولاة أمرنا لما فيه خير للبلاد والعباد ونصرة للإسلام والمسلمين.. اللهم من أراد الحرمين الشريفين بسوء فأشغله في نفسه ورد كيده في نحره.. إنك على كل شيء قدير.