د. ناهد باشطح
فاصلة:
((لا يعدم القبعات صاحب الرأس الجيد ))
-حكمة صينية-
في المسلسل الأمريكي الشهير (The newsroom) غاية أجدها مهمة، وهي تعريف الجمهور بحياة الصحافيين وما يواجهونه من ضغوطات نفسية غالباً داخل مؤسساتهم أو خارجها، غير أن الفارق أننا كمجتمع لا تحظى فيه مهنة الصحافة بالتقدير اللازم إلى حد ما. ودوماً ما تشهد مواقع الصحف الإلكترونية تعليقات سلبية عن الصحافة ومنسوبيها.
في عام 2000 لفتت جائزة الصحافة العربية التي أسسها نادي دبي للصحافة الأنظار إلى الصحافة الخليجية، حين تأسست الجائزة عام 2000 كأول أوسكار للصحافة العربية.
أحياناً أتساءل كيف يعرف مجتمعنا ما الذي يحدث في كواليس الصحف قبل أن ينشر الخبر أو المقالات، وما القصص التي يحتفظ بها الصحافيون ورؤساء تحرير الصحف الذين يكون لديهم مخزون كبير من الحوادث والقصص عن المشاهير وملوك ورؤساء الدول، بينما مع ظهور مشاهير الإعلام الجديد لم يعد الصحافيون يهتمون كثيراً بإجراء المقابلات مع رواد الصحافة، وكأنهم لا يهتمون بتوثيق تاريخ مهنتهم، وإن كان الأمر أكثر وضوحاً فيما يتعلق بتاريخ المرأة السعودية في الصحافة والذي في توثيقه إطلالة مهمة على دور المرأة الثقافي في الخمسينات الميلادية، حين نشرت «فاطمة الخطيب» مقالاتها باسمها الصريح قبل السماح للمرأة بالتعليم في الستينيات، بينما ما زال البعض حتى اليوم يرى الاشتغال بمهنة الصحافة للفتيات عملاً غير مجدٍ. حتى الطالبات اللواتي حصلن على درجة الماجستير حين سنحت الفرصة لهن بالالتحاق ببرنامج جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والذي افتتح قبل عدة سنوات، لم يلتحقن بالعمل المهني في المؤسسات الصحافية، بل اتجهن للعمل في مؤسسات الدولة.
مهنة الصحافة في مجتمعنا لم تجد أبناء مخلصين لها يحسّنون من صورتها ويعززون صورة الصحافي في ذهنية المجتمع، وذلك لأسباب عدة منها التأخر في تأسيس جمعيات مهنية صحافية، وتأخر فتح المجال للفتاة السعودية في دراسة الصحافة وأيضاً عدم الاهتمام بتطوير أدوات الصحافيين أنفسهم.
ولذلك لسنوات غابت التحقيقات الاستقصائية عن صحفنا، وغابت الملفات الصحفية الدورية التي تناقش القضايا المهمة في المجتمع، وطغى نشر الأخبار على الوظيفة المهمة والمكملة لنشر الأخبار والترفيه وهي مهمة التنوير، إذ إن على الصحافة دوراً هاماً في تنمية وعي المجتمعات، وهو ما نتمنى أن تتبناه الصحف الإلكترونية لأنها تمتلك الأدوات المناسبة لهذا العصر.