«الجزيرة» - محمد المنيف:
أكثر من مائة فنان وفنانة يشعرون عند مشاهدتهم وهم يمارسون إبداعهم في سوق عكاظ وبهذا الاندفاع التفاعلي وبموضوعات تشع فرحًا أنهم يحملون مشاعر الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز عرفانًا له بتأسيس مهرجان سوق عكاظ الذي أصبح بعمر الـ11 سنة يقترب من سن الشباب والنضج وإدراج الفن التشكيلي ضمن فعالياته لينظم إلى أشقاء رحم الفنون والإبداع فأصبح للفن التشكيلي خلال السنوات العشر المعجبين وجمهور من مختلف مناطق المملكة نتيجة ما يحمله من اسم وعبق تاريخي، ولوقوعه في منطقة الاصطياف الأولى (الطائف) كما أن استحضار تلك المشاعر يمتد إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ التي تسلمت المهرجان بجهود لا تقل عن سابقاتها بل أكملت المشوار وحملت المسؤولية باقتدار.
أكثر من مائة فنان وفنانة يثرون المهرجان
حضور أكثر من مائة فنان وفنانة من جميع مناطق المملكة من أصحاب الخبرات والتجارب وآخرين من المواهب الواعدة حاملين أدواتهم الخاصة التي جمعوها على حسابهم الخاص، ومتحملين مشقة السفر وتكلفته المادية، شكل حضورهم إثراء لمهرجان عكاظ بألوانهم وموضوعاتهم التشكيلية، أضفوا بهذا الحضور جمالاً على جمال ما يقدم من فعاليات، أراحهم حضور الجمهور الغفير الذي أبدي إعجابه لكل موهوب أو موهوبة نثروا شذى عطر ألوانهم على اللوحات الجدارية فزادهم حماسًا، لقد خصص لهؤلاء جزء مفتوح من موقع المهرجان لا يحده حدود، امتد على مساحة أعدت بشكل جيد في تأسيس اللوحات حيث كان مقاومًا للرياح، ومريحًا للفنانين والفنانات، قد يرى البعض أن مثل هذا النشاط حاضرًا في مهرجانات سابقة في مواقع أخرى من الوطن، إلا أن الواقع يفرض علينا الإعجاب وإبراز أما يستحق الثناء في هذا المهرجان، كانت اللوحات أكبر شاهد على تميزه بأحجامها وتوزيعها وكثافة الممارسين لفنونها من الجنسين.
التشكيليات بين شفافية اللون ورهافة الإحساس
أغلبية الحضور كان من الموهوبات أو من كان لهن سابق تجربة في الفن التشكيلي والبعض منهن خريجات كليات وأقسام الفنون والأخريات يكملن تحصيلهن العالي (الدكتوراه) من أقسام التربية الفنية في جامعات المملكة اجتمعن ليقدمن ما جمعنه من خبرات، منهن من يتلمس الطريق وأخريات تجاوزن البدايات، ومع ذلك كانت اللوحات في الموقع مزيجًا متكاملاً بين تحد للمساحة التي تشكل التجربة الأولى لبعض الموهوبات وبين منافسة لمن سبقن بالخبرة، ظهرت شفافية اللون والبحث عن التفاصيل برهافة حس لا يجيدها إلا (التشكيليات).
تحمل عناء السفر وحمل الأدوات
من الغريب والجميل في نفس الوقت أن يأتي هذا العدد من مدن المملكة شرقًا وغربًا، شمالاً وجنوبًا على حسابهن الخاص تجاوبًا مع الدعوة للمشاركة حبًا فيما يخدم مهرجانات الوطن وعشقًا لإبداعهن، أما الغريب فهو في عدم إيجاد حلول لنقلهن وتسهيل حضورهن تقديرًا لهذا الموقف الذي لم يطالبن به فحق على منظمي المهرجان أن يعيدوا النظر في كيفية التعامل مع هذا الإخلاص والوفاء من التشكيليين.
أما الجانب الآخر الذي كشف عنه الكثير من المشاركين في رسم الجداريات فهو في تحملهم تأمين مستلزمات تنفيذهم اللوحات من ألوان وفرش وخلافها، وكذلك مما يتعرضون له من ألوان أتلفت ملابسهم، خصوصًا التشكيليات لعدم قدرتهن على تفادي الألوان من أن تلامس عباءاتهن وملابسهن.
16 جائزة لأكثر من مائة وخمسين فنانًا وفنانة
تفاجأ المشاركون في رسم الجداريات الذين تجاوز عددهم المائة والخمسين من التشكيليين والتشكيليات بوجود تحكيم لأعمالهم الفنية وجدارياتهم بمرور محكمين بقيادة الدكتور علي العنبر ومشاركة عدد من الفنانين منهم عبد العظيم الضامن وماجد الحمياني، أعلن بعدها في نهاية المهرجان منح 16 جائزة مما أشاع الشعور بالعتب وقد يكون شعورًا بعدم الحضور مرة ثانية، والحقيقة أن الجائزتين لم يكن إقرارهم منصفًا ولم يكن بحجم العدد ولا مستوى الأعمال التي أجزم أن أكثر من ثلاثين عملا تستحق الفوز إذا أردنا أن نضع تناسبًا بين العدد العام وبين ما يمكن أن يمنح جوائز.