جاسر عبدالعزيز الجاسر
تهريب الأسلحة، وبالذات الصواريخ أو حتى قطع منها التي يتم تجميعها في اليمن ليس جديداً على نظام ملالي إيران، كما أنه ليس خافياً على الجهات التي تراقب وتتابع عمليات التهريب، سواء الجهات الدولية التابعة للمنظمات الدولية، أو قوات التحالف العربي، أو قوات الدول التي لها وجود عسكري بحربي في الخليج العربي والبحر الأحمر اللذين أصبحا مكانين لتجمع معظم القوى الدولية العسكرية الكبرى، فلم تعد مياه الخليج العربي ومياه البحر الأحمر حكراً على الأمريكيين والبريطانيين، فالفرنسيون لهم قواعد في البحر الأحمر والخليج العربي، والروس لهم قطع بحرية عسكرية تجوب المنطقة، وحتى الصين أصبح لها موطئ قدم بعد إنشاء قاعدة بحرية عسكرية لها في جيبوتي، إضافة إلى القوات البحرية للدول المطلة على البحرين.
كل هؤلاء وكل هذه الدول التي لها وجود بحري عسكري مكثف في المنطقة تعلم وتعرف أن نظام ملالي إيران يهرِّب الأسلحة، من المتوسطة إلى الصواريخ والزوارق المتفجرة، والمقاتلين المدربين من الحرس الثوري الإيراني، ومرتزقة المليشيات الطائفية من العراقيين واللبنانيين، وحتى من دول إفريقيا الذين لا يهمهم الطرف الذي يقاتلون تحت لوائه بقدر ما يهمهم ما يُدفع لهم.
كل هذا معروف ومرصود وتتابعه قوات التحالف العربي التي استطاعت إحباط العمليات التي سعت إلى نقل السلاح الإيراني إلى الانقلابيين اليمنيين من الحوثيين وأتباع علي عبد الله صالح، وقد استطاعت قوات التحالف العربي التضييق على الإيرانيين ومحاصرة النقاط التي تتم عبرها تهريب الأسلحة مما دفع بالحرس الثوري الإيراني ومهربي الأسلحة الذين يتعاونون معه إلى انتهاج أساليب أخرى ملتوية من خلال الاستفادة من طول سواحل الدول التي يمكن استعمال مياهها الإقليمية، أو حدود تلك المياه، لأن تلك الدول لا تثير شبهة الدول التي تعترض شحنات الأسلحة المهرَّبة، ومن تلك السواحل سواحل دولة الكويت التي تشترك مع إيران في مئات الأميال البحرية وتتشابك مياهمها الإقليمية، وهناك الكثير من الخلجان التي يستعملها المهرِّبون سواء لتهريب الأسلحة أو المخدرات، وهو ما تقوم به قوات الحرس الثوري، إذ إن كثرة تلك الخلجان وطول السواحل وتشابك المياه الإقليمية يجعل من الصعب مراقبتها من قبل قوات خفر السواحل الكويتية، رغم كل الجهود وما تقوم به القوات البحرية الكويتية، وهو ما ساعد الإيرانيين على تنفيذ العديد من عمليات التهريب، والإيرانيون الذين كُشِفتْ أساليب تهريبهم واستغلالهم للمياه الإقليمية الكويتية وخلجانها سيتجهون حتماً إلى الاستفادة مما منحتهم حكومة قطر التي أصبحت مطيعة ومطيعة جداً لكل ما يطلبه ملالي إيران.