زكية إبراهيم الحجي
طلب قطر تدويل المشاعر المقدسة عدواني وإعلان حرب على السعودية .. هذا ما صرح به عادل الجبير وزير خارجية المملكة العربية السعودية.
دعوة آثمة تدعو لها دويلة قطر.. ولم تكن بمحض الصدفة إنما هو نهج النظام الإيراني الذي تسير قطر على خطاه.. نهج التآمر البغيض على المملكة العربية السعودية لتنفيذ مخططات تسييس الحج ومحاولة رفع يد السعودية عن شؤون الحرمين الشريفين، واستغلال موسم أداء هذه الفريضة لاستعراض مواقف سياسية متسمة بالعناد والمكابرة ولا علاقة لها بالشعائر الدينية البتة، إنما هدفها استفزاز المملكة العربية السعودية باعتبارها الدولة الأكثر تأثيراً في المجتمعات الإسلامية، فضلاً عما تتمتع به من توازن إقليمي تشهد له جميع المحافل الدولية.
نظريات التدويل للحرمين الشريفين ليست جديدة وليست الأولى من نوعها.. لكن الجديد والمفاجئ أن تصدر من دولة كنا نعتبرها سابقاً دولة هي للوفاء سبّاقة لما يربطنا بها من روابط الدين والأخوّة والجيرة والنسب، لكن طعنة الغدر والخيانة سبقت والذين يقدمون الوعود قبل الأفعال هم الذين لا يوفون بالوعود.
وغني عن البيان واستناداً على ما طرح سابقاً من مطالبة بتدويل الحج، فإن المطالبة ليست نتيجة لما حدث في موسم حج عام 2015، إنما هو مطلب قديم يتجدد كل موسم حج، وقد سبق أن تم التنظير له من السياسي الإيراني محمد جواد لاريجاني، عندما وضع ما أسماها بنظرية «أم القرى» والتي قامت عليها السياسية الخارجية على مدار عقود، حيث يرى لاريجاني أن إنفاق المال لنشر هذه النظرية ودعمها أمر هين مقابل المكاسب التي تنتج من وراء نشرها.. النظرية وحسب زعمه تدعو للولاء لإيران ولا تعترف بشيء اسمه الحدود الجغرافية.. وتلغي أي دور للحدود المتفق عليها دولياً وبالتالي تؤسس لإمبراطورية توسعية تتزعمها إيران.. باختصار فما هي إلا نظرية استعمارية سرطانية تحمل سماً في خلاياها.. وها نحن نرى اليوم آثار هذه النظرية واضحة في الساحة العربية والإسلامية.. فوجودها غير الشرعي كان حربة في ظهر الأمة العربية.. تمددت في سوريا والعراق ولبنان والبحرين ودعمت الحوثيين في اليمن بالمال والسلاح ، لم تسلم أي دولة من خبث أفعالها ودعمها للإرهاب الذي تمارسه بطرق ملتوية.. ولكن ما يؤسَف له حقاً أن تدخل دولة قطر في سرداب التيه والغفلة وتسير على نهج ألد الأعداء إيران.
قطر أصبحت مكشوفة مفضوحة بتواطئها مع إيران وهي بأفعالها الصبيانية تمارس سياسة إيران.. وتسعى إلى لعب أدوار تفوق حجمها وقدراتها ومتجاوزة حدودها الجغرافية، مستندة في ذلك على مضختها المالية التي وظفتها في التآمر وتمويل ودعم الإرهاب وتهديد الأمن والاستقرار للدول الرباعية، هذا عدا تغذية منصاتها الإعلامية وخاصة قناة الجزيرة بمجموعة إعلاميين، وظيفتهم قائمة فقط على التأجيج والكذب والمغالطة والاستفزاز وتحوير الأخبار لتناسب توجهاتها.
لا زالت قطر مستمرة في غيها تسير على نهج إيران وخطاها.. وكما تعالت الأصوات الإيرانية على اختلاف مناصبهم الدينية والسياسية والعسكرية لتدويل الحرمين الشريفين، نجد قطر النسخة الكربونية من إيران تلوح بورقتها السوداء بتدويل الحرمين الشريفين.. متهمة بذلك السلطات السعودية بالتضييق على المعتمرين، وأنها تضع العراقيل أمام الحجاج القطريين لتحول بينهم وأداء فريضة الحج.
المملكة العربية السعودية مستهدفة اليوم كأشد ما يكون الاستهداف وحتى من أقرب إخوانها وجيرانها لم تسلم، إلا أن ذلك كله لن يثنيها عن القيام بواجباتها والتزاماتها، ولن يؤثر على ثقلها ومكانتها الدولية بفضل الله ثم بفضل القيادة الحكيمة التي تسير بخطى رصينة.. فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.