خالد الربيعان
المدير الفني هو الجندي المجهول في سوق الاستثمار الرياضي! غالبية الصفقات السوبر التي تتم ونراها تتم بناءً على توجيهات المدربين ورؤيتهم الخاصة (مثل فينجر)، وهم من يحققون للفريق هويته داخل الملعب (مثل أنشيلوتي وفيرجسون).. وبعضهم قد يصبح واجهة للنادي يفتخر بها (مثل كلوب)!
وفي سوق المدربين كما يوجد الجيد يوجد السيئ! وهناك السيئ الذي يظهر للناس بشكل جيد وهو موضوعنا! مثال المدرب «الفيلسوف» الذي أول ما درب درب نادياً كبيراً جداً (برشلونة)! وبالطبع كان لا بد أن ينجح! ثم ذهب إلى دولة أخرى هي ألمانيا.. ودوريها بين فريقين أيضاً! درب أحدهم (بايرن) ونجح بالطبع!
ثم ذهب هذا المدرب إلى المعركة الحقيقية التي تبيّن معدنه التدريبي! الدوري الإنجليزي! هناك ظهرت كل مساوئه السابقة التي كان يدافع عنه الإعلام فيها عندما حارب في السابق (إيتو - رونالدينيو)! .. التخلي عن الكبار.. التناوش مع ذوي الشخصيات القوية (يحيى توريه - زلاتان ).. فرض آرائه الغريبة في إشراك لاعبين معينين!
نفس الشيء حدث في السيتي.. تخلى عن حارس إنجلترا الأول هارت.. مشكلات مع يحيي توريه (أيضاً).. حتى أجويرو قال له قدّم أداء أفضل وإلا أجلستك احتياطياً! والنتيجة مستوى مخز للسيتي.. خروج من كل البطولات. دوري الأبطال - البريمرليج -كأس إنجلترا- كأس الاتحاد الإنجليزي !
هذا الموسم - وهو أول موسم اختباري حقيقي (للفيلسوف).. ظهرت عوراته التدريبية.. وبانت فلسفته الحقيقية عندما وقع في المنافسة مع ألد الخصوم في عالم التدريب.. فينجر (آرسنال).. مورينهو (يونايتد) .. بوشيتينو(توتنهام) - كلوب (ليفربول) - كونتي (تشيلسي) !
والدرس المستفاد هنا والذي يمكن أن نقوله لملاّك السيتي ومستثمريه.. إنكم كان يجب عليكم في البداية أن تقرأوا تاريخ الرجل جيداً.. فتاريخه قبل إنجلترا كله في أندية عملاقة أصلاً! الرجل لم يخرج علينا من قاع عالم التدريب ناجحاً كمورينهو!.. لم يبن اسمه ومجده بنفسه وبعقله كالسير أليكس! الذي كان بالمناسبة شخصاً (محبوباً) من (كل) شخص في النادي! وكان يعرفهم بالاسم (أكثر من 50 شخصاً) .. حتى عمال النادي وعاملات المطعم والبوفيه!
الدرس هو أن الاستثمار في النادي يمكن أن يستوفي جميع الشروط.. المال موجود ووفير.. المواهب موجودة والأكاديمية كبيرة.. النجوم الكبار موجودون (نجوم سوبر).. إدارة تعطي جميع الصلاحيات.. ملعب وبنية تحتية أكثر من رائعة.. جماهير غفيرة ومساندة.. راتب كبير جداً من بين الأعلى في العالم.. ولكن المدير الفني داخل الملعب يفسد كل هذا ! وارد جداً!
فيما بعد سنتكلم عن اليكس فيرجسون كنموذج مثالي للمدرب الأقرب لمفهوم الـ perfection ! ولكن يمكن أن نقول عنه هنا إن فيرجسون هو من أعطى هوية لليونايتد داخل الملعب.. أخرج جيلاً كاملاً من لاعبي يونايتد استمر لـ20سنة! مما كان له أكبر الأثر في الكرة الإنجليزية ككل.. مكث في النادي 27 سنة مما أعطى تصوراً كاملاً لمفهوم (الاستقرار الفني)!
علاقة باللاعبين أكثر من رائعة.. يقول بول سكولز (غني عن التعريف) إن تجديد عقدي مع اليونايتد لم يكن يحتاج لأي مفاوضات.. كنت أترك لإدارة اليونايتد الورقة بيضاء ليضعوا مبلغ التجديد!
13 لقب دوري - خمسة ألقاب كأس - دوري أبطال مرتين - كأس عالم للأندية - 1500 مباراة مع اليونايتد وأخيراً.. لقب (سير) من ملكة إنجلترا!
مستقبلاً !
موضوع المديرين الفنيين شيء مهم جداً ويمكن أن يضيع سنوات من العمل ومن استثمار المال ومن جهد أطراف أخرى داخل المنظومة.. في زمن خصخصة الأندية يجب على ملاَّكها النظر فيه جداً.. واختيار المدربين الأكفاء بعناية.. والأهم من كل ذلك.. أن يبتعدوا عن (الفلاسفة) منهم!