علي الصحن
بقدر شعورهم بالسعادة لقاء ما قدمه الفريق الأولمبي بالنادي من مستويات جيدة في مشاركته العربية، يبدي الكثير من الهلاليين قلقهم إزاء تحضيرات الفريق الأول للموسم الجديد، وشعورهم نابع من الأخبار الواردة من النمسا، ومن الوضع العام المحيط بالفريق الذي تنتظره مشاركات هامة يأتي في مقدمتها دوري أبطال آسيا التي يلعب في دوره الربع النهائي في مرحلة مبكرة من الموسم الذي توشك عجلته أن تدور.
بدأت الإدارة الهلالية تحضيراتها للموسم بشكل جيد، تم عقد العديد من الصفقات المحلية، لم تلتفت للخلاف الواسع حول تجديد عقدي الشلهوب وياسر، والراوية تقول إنها قد سلمت الخيط والمخيط في الأمور الفنية لرامون دياز الذي نجح مع الفريق، وكسب قناعة واسعة بما لديه، وكان تجديد عقده وإعلان استمرار خربين والتمديد لإدواردو أهم الأخبار التي أسعدت الهلاليين كثيراً، وجعلتهم يطمئنون على فريقهم ويكيلون عبارات المديح للقائمين عليه.
لا يقبل الهلاليون أن يتراجع فريقهم خطوة واحدة للوراء، لا يسمحون له بموسم يلتقط فيه الانفاس، ويجعله بمثابة استعداد لمواسم مقبلة، ليس في قواميس الهلاليين عبارات مثل بناء فريق، والتضحية بالحاضر من أجل المستقبل، يريد من صناع القرار أن يعملوا للحاضر والمستقبل، وأن يضعوا خططاً قصيرة وأخرى طويلة المدى، وليس في وسع من يتولون الأمر في الهلال إلا الاستجابة لذلك، والعمل بناء عليه، فبقي الهلال بطلاً منافسا ثابتاً لا يعرف الأفول، ولا يقبل ورقة الذبول.
كثير من الهلاليين قلق من وضع فريقه الأول هذه الأيام:
- يرون أنه لم يستعد بما يكفي للموسم الجديد، ويشيرون إلى المعسكر وأنه لم يكن بالجدية المطلوبة، ولم يكن فيه ما يولد الإحساس بأن الفريق عاقد العزم على الذهاب بعيداً.
- يتحدثون عن فريق لم يلعب إلا مباراتين فقط، وأن الترتيبات لم تتضمن أصلاً إلا ثلاث مواجهات ( ألغيت واحدة بسبب الظروف الجوية) في وقت لعبت فيه فرق أخرى خمس أو ست مواجهات في معسكراتها الحالية.
- يتساءلون عن تأخر المدرب في حسم أمر الرباعي الأجنبي المشارك في دوري أبطال آسيا، وهل هناك صحة لما يتداوله البعض حول تجاوز خيارات دياز للحارس الحبسي الذي يرون أنه أهم الأوراق التي يجب الدفع بها في المعترك الآسيوي.
- يقولون إن المهاجم الأجنبي الجديد ليس له شنة ورنة في عالم كرة القدم، وأنه ليس المهاجم الذي انتظروه، وليس اللاعب الذي يمكن أن يعول عليه، وأن المجاملات أو لعبة السماسرة ربما كان لها يد في الأمر!!
- يبحثون عن مبرر يجعل الإدارة تؤجل التعاقد مع الأجنبي السادس إلى حين آخر...
من ناحيتي أجد مبررات وإجابات لبعض الأسئلة:
فالمعسكر جاء بعد موسم صعب وطويل ومرهق، والإجازة لم تكن كافية لبعض اللاعبين ولاسيما الدوليين منهم، وليس من الحصافة أن يتم إرهاقهم بالمعسكر من البداية، فضلاً عن أن المباريات الودية (وهذا أمر متفق عليه) تكون مع فرق ضعيفة المستوى في الغالب، ولا تحقق العائد الفني الكافي لذا فـ( هي مثل قلتها) كما يقال، وربما كان خيار المدرب بالتركيز على الأمور اللياقية في المعسكر الخارجي ثم ينتقل للأمور الفنية والتكتيكية في مرحلة لاحقة.
بالنسبة للرباعي الأجنبي المشارك في آسيا: لِم العجلة في الأمر، ففي الوقت متسع حتى موعد رفع الأسماء للاتحاد الآسيوي، وماذا يستفيد المشجع من معرفة الرباعي، خاصة وأن الأمر موكول لمدرب يثق فيه الهلاليون كثيراً؟؟
الأجنبي السادس... هل حان وقته؟؟ وهل يحتاجه الفريق بالفعل؟؟ فبعد جملة الصفقات المحلية، بات من المناسب التريث في أمر الأجنبي السادس، وهو إما أن يكون لاعباً مميزاً يصنع الفارق، أو توفير المصروفات الخاصة به أفضل، وهو أمركنا ننادي به في السابق، وكنا نقول إن ثلاثي أجنبي مميز يفي بالغرض ويسد الحاجة.
يبقى المهاجم الأجنبي الجديد وهنا اتفق معه الرأي الذي يقول إن الإدارة لم توفق في التعاقد معه، لكن... لعله يملك من الإمكانات ما يشفع له بالرد وإنا لمنتظرون.
على كل حال.. الخلاف وارد في مثل هذه المسائل، وهنا أعيد لما سبق أن تطرقت له سابقاً: إن نجاح المعسكر الخارجي أوفشله لا يعطي أي مؤشرات عما يمكن أن يقدمه أي فريق في الموسم، فالإنجازات لها وصفة خاصة لا يمكن لمجرد معسكر مهما طال أن يصل إليها.
الاستعداد الجيد خطوة جيدة في البداية.... لكنه في النهاية مجرد خطوة واحدة فقط في مشوار طويل.
مراحل... مراحل
* الهلاليون سعداء بما قدمه فريقهم الأولمبي في البطولة العربية، وما يعكر صفوهم أنهم يدركون أن معظم هؤلاء الشبان المهرة لن يستمر في النادي، وأنهم سيتسربون مثل ما تسرب أسلافهم للأندية الأخرى، وهذا هو حال الاحتراف، والعدد المحدود من اللاعبين!!
* الاحتفالية المبالغ بها الحارس تكشف حجم المعاناة!!
* ما يمدح الإداري إلا من (ربح ) معه!!
* المشاركة في الدروات التنشيطية والودية لها إيجابياتها... ولها سلبيات قد تفوق هذه الإيجابيات أيضا!!