هاني سالم مسهور
ما حدث في صباح الحادي عشر من سبتمبر 2001م لم يكن عادياً فحادثة غيرت وجه العالم بحجم ما وقع في الولايات المتحدة من هجوم بيرل هاربر عام 1941م بعد غارات لسلاح الجو الياباني كان تحولاً لتطورات خطيرة في الحرب العالمية الثانية التي انتهت باستسلام اليابان وألمانيا بعد ضرب هيروشيما ونكازاكي بالقنابل النووية ليطوي العالم حرباً عالمية واسعة كان إقحام الولايات المتحدة فيها عبر ذلك الهجوم على بيرل هاربر تماماً كما حدث في الهجوم على ابراج مانهاتن.
فتحت قناة سكاي نيوز عربية عبر الوثائقي الذي عرضته الأسئلة مُجدداً عن حقيقة ما حدث في 11 سبتمبر 2001م، الدور القطري كان معروفاً خاصة أن (خالد شيخ محمد) كان قد حصل على الجواز القطري عبر وزير الأوقاف الأسبق عبد الله بن خالد آل ثاني الذي عمل أيضاً كوزير للداخلية في قطر، هذه المعلومة ليست جديدة وحتى مماطلة القطريين على تسليم خالد شيخ محمد ليست بالجديدة كذلك، ولكن الأهم والذي كان جديراً بأن يوثق ولو في جزء آخر هو التوقيت.
في 27 يونيو 1995م حدث تحول مهم بانقلاب حمد بن خليفة آل ثاني على والده الذي كان أميراً لقطر، عندما نربط هذا التاريخ بالشخصيات القطرية الحاكمة والتي كانت لديها تطلعات كبيرة في إحداث تغييرات واسعة تهدف بشكل واضح وصريح على استهداف السعودية بشكل رئيسي، وهذا ما تثبته المكالمات المُسربة لحاكم قطر السابق حمد بن خليفة فإننا نقف أمام مشهد أكثر وضوحاً حول التورط القطري في هجمات 11 سبتمبر 2001م.
منذ العام 1991م بدأت الجماعات الجهادية القادمة من أفغانستان تدخل في دائرة صراع مفتعل على إثر تحرير الكويت من الغزو العراقي، الأزمة مع الجهاديين وجدت تنفيساً في صراعات الصومال والبوسنة والهرسك وكان هناك طرف (خفي) يبحث عن توظيف كل هذه الفوضى العارمة في العالم، وكان لديه من الأهداف ما تجعله أكثر اندفاعاً لتحقيقها.
قطر انخرطت أو تورطت في مشروع الإخوان المسلمين وأيا يَكن فالمسألة برمتها كانت علاقة تحمل أهدافاً واضحة، وهذا ما تكشفه كثير من مقاطع البرنامج الوثائقي وحتى ما هو موجود من قبل أن تعرض قناة سكاي نيوز عربية برنامجها، فالدلالات تقول مثلاً في عام 2004، أخطرت الحكومة الفرنسية أجهزة الاستخبارات البريطانية، بأن وزير الداخلية القطري عبد الله بن خالد آل ثاني، كان معروفاً بكونه متعاطفاً مع المتطرفين الإسلاميين، وجاء هذا التقييم الاستخباراتي بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها نجل الزعيم الليبي السابق، سيف الإسلام القذافي؛ حيث تسربت معلومات بأن الحكومة الليبية ربطت بين قطر والخلية الإرهابية، التي حاولت اغتيال سيف الإسلام، كما اعترف بعض من مسؤولي مكافحة الإرهاب لصحيفة «نيويورك تايمز»، بأن عبد الله بن خالد استضاف ما يقارب المئة من المتطرفين والإرهابيين في مزرعته بقطر.
هذا ما يؤكد حجم التورط القطري ولكن ماذا حدث بعد الهجوم على مانهاتن، في قطر وصل إلى قناة الجزيرة الإخبارية شريط تقول القناة إنه وصلها عبر عميل تابع لها في باكستان، وسلم في الدوحة، وبينما تشعر الولايات المتحدة بالغضب يظهر زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن يتبنى الهجوم على كبرياء أمريكا، حدث ذلك فعلاً قناة الجزيرة وليست (CNN) الأمريكية أو (BBC) البريطانية التي تبث شريط القاعدة بل الجزيرة في قطر، كيف ولماذا أسئلة لم تستطع كل وثائقيات يسري فودة الشهيرة أن تضع إجابات مُقنعة لها بمقدار ما وضعت أسئلة أكثر حول دور قطر نفسها فيما حدث في صباح 11 سبتمبر 2001م.