د. عبدالرحمن الشلاش
الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر المعزول في ظروف غامضة يعاني عُقَدًا وأزمات نفسية، جعلت حياته صعبة. عُقَد حمد لا تحتاج إلى خبير كي يكشف عنها ويتأكد من وجودها؛ فهي واضحة في أقواله، تجسدها سلوكياته طيلة العقدين الماضيين.
في خطاب له قال دون أن يسأله أحد، وباح بما يعانيه من عُقَد تجول في داخله: « ترى زوج الشيخة موزة ما عنده شهادة جامعية». رغم أن الحصول على شهادة جامعية أو عليا لا يشكّل لدى كثيرين واثقين بأنفسهم أي مشكلة إلا أن المشكلة الحقيقية لدى حمد، ولا توجد لدى غيره، ضعف إمكاناته وقدراته؛ فلم يتمكن من تحقيق طموحاته العلمية؛ كي يكون على الأقل في مستوى موزة عقيلته التي -كما يبدو- تتمتع بشخصية قوية ونافذة عليه، وربما حاول كثيرًا ردم الهوة بينهما، لكنه لم يفلح. لو كان يملك عقلية السياسي المحنك والخبير والحكيم لم ينقص من قدره الحصول على مؤهل، لكنه لا يملك هذا ولا ذاك؛ لذلك انصرف لتنفيذ أجندة شر متأصلة لجلب الأذية للآخرين.
من العُقَد النفسية التي ما زال يعانيها مع بقية شلة الحكومة الحالية وجوقة المرتزقة هي العقدة التي لا يمكن لأحد إنكارها أو المكابرة أمامها، أن قطر إمارة صغيرة جدًّا، لا تملك تاريخًا مذكورًا على مستوى السياسة الدولية وحتى الإقليمية؛ لذلك فإن الخروج من أزمة هذه العُقدة الكبيرة وصعبة الحل بتوظيف كل الوسائل المتاحة حتى ولو كانت غير مشروعة، وفيها كل الأذى والتعدي والتدخل في شؤون الغير، ودعم الجماعات الإرهابية، واستقطاب رموز الشر من الإخوان والخونة والمرتزقة لتحريك إعلام موجه للإساءة والتحريض والتهييج. الخروج من أزمة البلد الصغير يحتم تحويله لمركز اهتمام واستقطاب حتى ولو كلف ذلك مليارات من قوت الشعب المغلوب على أمره, وميزانيات كان من الواجب صرفها من أجل المواطنين، وتحويل الدوحة إلى واحة سلام وأمن وأمان.
عُقَد حمد الأب تزايدت بعد إعفائه؛ فظلت عُقدة السعودية الدولة الكبرى ذات الثقل العالمي تلازمه حتى في مناماته؛ لذلك ربما وجد في قبيلة تميم فرصة سانحة ليكون شيخًا لها حتى لو صرف كل ثرواته، لكن عقلاء القبيلة وقفوا لمخططاته الخائبة بالمرصاد، وردوه على أدباره خائبًا خاسرًا، يبحث عن حلول لعُقَده وعُقَد الملتفين حوله، وهي مستحيلة إلا إذا تخلى عن مقارنة بلده الصغير بالسعودية الكبرى في عقول وضمائر كل شعوب العالم.