د.عبدالعزيز الجار الله
ليست السعودية لوحدها على أراضيها أماكن مقدسة، لأتباع الأديان، في كل الدول رموز دينية من دور عبادة ومساجد وكنائس ومعابد ومزارات وتماثيل وأماكن لها قدسية في كل ديانة، لكن لا أحد يطالب أن تخترق سيادة الدول للوصول إلى دور العبادة: الإسلامية والبوذية واليهودية والمسيحية والهندوسية والسيخية والأديان الأخرى والمذاهب والملل والطوائف، قطر تقول على لسان الحقوقيين جهات (حقوق الإنسان) أو أعضاء من الحكومة أو من شخصيات من خارج الحكومة بمطالبة الأمم المتحدة منظمة الثقافة اليونسكو بتدويل المشاعر المقدسة في السعودية مكة المكرمة والمدينة المنورة أي تدويل منطقتين هما من أكبر مناطق المملكة مساحة وسكّان، ومرات تدعي الحكومة القطرية ولا تدعي وأن الطلب منسوب لجهات حقوق الإنسان في قطر، وأحيانا تقول أنه رأي تنقله محطة الجزيرة، ويمرر تحت ذريعة منع حجاج قطر القلة بين دول العالم.
طلب قطر تدويل الحج كما قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير: أنه عدوان وإعلان حرب.. وقبل الوزير عادل الجبير في مواجهات السعودية السابقة مع إيران وقذافي ليبيا ردت السعودية بقوة. ومن حيث المبدأ فإن العديد من الدول تقع على أراضيها معابد ومقدسات وعتابات وأضرحة ومساجد ومزارات وزوايا وتكايا ورموز تعبدية ومنها: إيران والعراق والصين والتبت والهند وكوريا وأفغانستان بورما ميانمار واليابان هذا في شرق آسيا فقط، وإلا فإن المقدسات لأتباع الديانات والمساجد الإسلامية التي تعود للفترات الإسلامية والمساجد التاريخية فإنها منتشرة في معظم المدن الدول في وسط آسيا وإيران وفلسطين وإسرائيل والشمال الإفريقي مصر وتونس والمغرب وموريتانيا وفِي إفريقيا أي في جميع دول العالم ولا واحدة من هذه الدول توافق على أن تخترق سيادتها للدخول إلى المقدسات وتدويلها تحت أي ظرف أو شريعة.
وزير الخارجية عادل الجبير كان سريعاً وعالي الشفافية في الرد على قطر في طلب التدويل وإن الطلب عدواني وإعلان حرب، وكان هذا التصريح بليغا ورسالة لقطر وغيرها ممن يحاول تسييس الحج وخلق المشاكل لمواسم الحج كما كانت تفعله إيران من عام 1979م عندما تصدر الملالي واجهة الحكم في إيران.