«الجزيرة» - المحليات:
نوَّه معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عضو هيئة كبار العلماء، رئيس المجلس التنفيذي لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، ورئيس المؤتمرين السادس والسابع لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في فتح أبواب المسجد الأقصى؛ التي أغلقتها قوات الاحتلال في وجه المصلين لتمنعهم من دخول المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم - إلى السماء، حيث أقدمت قوات الاحتلال على وضع أبواب ممغنطة لعزل المصلين، ومنعهم من ممارسة حقهم الراسخ في أداء شعائر الصلوات الخمس المفروضة.
وأكد معالي د.أبا الخيل أن المملكة منذ تأسيسها على يد الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- وضعت نصب عينيها القدس الشريف، وقضية فلسطين، وأنهما - حقاً - لا تهاون فيها أبداً تجاه اليهود الغاصبين، فمواقف المملكة ثابتة لا تتغير، فقد شهد عام 1935م انعقاد مؤتمر: (المائدة المستديرة) في بريطانيا الذي أقيم لمناقشة القضية الفلسطينية، وذلك إصراراً على نهج المملكة الداعم لكل قضايا القدس الشريف، منذ عهد المؤسس وحتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - الذي يدعم فلسطين حكومةً وشعباً بكافة المستويات وشتى الأصعدة: «السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية»، وهذا الاهتمام من قبله - حفظه الله - هو امتداد للاهتمام الكبير من ملوك هذه البلاد الطاهرة النقية الشريفة السنية الوسطية العادلة، تجاه دعم ومؤازرة فلسطين وشعبها الصامد أمام الاحتلال اليهودي.
وأضاف معاليه أن المملكة سَعت بجدية، وقدّمت مبادرات سلام لتحقيق تطلعات أهلنا في فلسطين الغالية، حيث قدم الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله - «مشروع الملك فهد للسلام» في مؤتمر القمة العربي الذي عقد في مدينة فاس المغربية عام 1982م، ووافقت عليه الدول العربية وأصبح أساساً للمشروع العربي للسلام، فكانت هذه البادرة أساساً لمؤتمر السلام في مدريد عام 1991م، ويتكون هذا المشروع من مبادئ وأسس جوهرية استمدّت من مسؤولية المملكة تجاه القدس الشريف، المتمثلة في انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967م، بما فيها مدينة القدس، وإزالة المستعمرات التي أقامتها قوات الاحتلال في الأراضي العربية بعد عام 1967م ، وضمان حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية لجميع الأديان في الأماكن المقدسة، ثم التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في العودة وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وشدد معاليه بأن المملكة بقيادة ملوكها الحكماء، وقادتها المغاوير يؤكدون في كل محفل دولي على السلام العادل لفلسطين المحتلة، حيث قدمت المملكة جهودها العظيمة بمبادرة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-، التي أعلن عنها في قمة بيروت في شهر مارس من العام 2002م، وتبنتها الدول العربية كمشروع عربي موحد لحل النزاع العربي الفلسطيني، لتوفر الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة، ولتؤمن حلاً دائماً وعادلاً وشاملاً للصراع العربي الإسرائيلي، وتشتمل المبادرة على: الانسحاب من الأراضي المحتلة حتى حدود 4 يونيو 1967م، والقبول بقيام دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس، إلى جانب حل قضية اللاجئين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
وقال معالي د.سليمان أبا الخيل: إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -وفقه الله- لا يألو جهدًا في خدمة الإسلام والمسلمين، وإعمار بيوت الله والاهتمام بأطهر بقاع الأرض ومهبط الوحي مكة المكرمة، وبيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد عُرف عنه منذ نشأته -أيده الله- اهتمامه بِحَفظة كتاب الله، والعناية بهم، وببيوت الله، حيث ترأس كل اللجان الخيرية التي تعنى بالإسلام والمسلمين، إلى جانب اللجان الشعبية النظامية المعنية بنصرة المسلمين واللاجئين والفقراء التي خصصت لجمع التبرعات والإعانات وغيرها، والشواهد على ذلك كثيرة ولله الحمد، ومن أبرزها مركز الملك سلمان بن عبد العزيز للإغاثة والأعمال الخيرية الذي يقدم خدمات جليلة وعظيمة للمسلمين في مختلف أنحاء العالم.
وفيه نهاية تصريحه سأل معالي د.أبا الخيل الله العلي القدير أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-، وأن يجزيهما خير الجزاء، وأن يجزل لهما المثوبة والأجر، نظير ما يقومان به من جهود جليلة لخدمة الإسلام والمسلمين.