جاسر عبدالعزيز الجاسر
أظهرت الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع الداعية لمواجهة الإرهاب، وإجابات وزراء خارجيتها في المؤتمرات الصحفية التي عقدت في القاهرة والمنامة أو في لقاءاتهم مع الصحفيين العرب والأجانب أن السعودية ومصر والبحرين والإمارات أكثر حرصاً على الشعب القطري من حكومته، آخر تلك المواقف من الدول الأربع ما أكده الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية دولة الإمارات، أن الخطوات التي تتخذها دولنا ضد حكومة قطر لابد من أن تقلل أية انعكاسات سلبية على المواطن القطري.
موقف واضح وملاحظ في كل الإجراءات المتخذة ضد حكومة قطر، إذ تحرص الدول الأربع على فصل ما تتخذه من إجراءات ضد الحكومة القطرية وأهل قطر، على العكس تماماً من حكومة الدوحة التي حرمت أهل قطر من أداء فريضة الحج، رغم أن المملكة العربية السعودية أعلنت بوضوح بأن القطريين مرحب بهم وأنهم سيحظون برعاية السعوديين وكل من يعمل في خدمة ضيوف الرحمن، وأن كل قطري يصل للمملكة لأداء فريضة الحج مرحب به وسيحصل على الرعاية مثل كل ضيوف الرحمن.
وزارة الأوقاف القطرية أغلقت الموقع الذي يستطيع القطريون التسجيل عن طريقه للحصول على تصريح أداء فريضة الحج، ولم يعرف السبب الأساسي وراء هذا التصرف المنحرف، وإن اعتبره المراقبون بأنه ضمن «مناكفات» حكومة قطر للمملكة العربية السعودية، إلا أن السبب الأساسي الذي جعل حكام قطر يمنعون حجاج قطر من التوجه للمملكة العربية السعودية هو ما كشفته التصريحات القطرية ودعوتهم إلى تدويل الحج.
طلب غريب ومرفوض يدخل حكومة قطر ضمن منظومة المشاغبين الذين يعبثون بالمبادئ الإسلامية والدينية، محاولين توظيف أحد أهم أركان الإسلام لخدمة أهدافهم السياسية، ومثلما حاولت طهران من خلال دعوة ملالي إيران تسييس هذه الشعيرة الدينية الهامة وتوظيف الحج لخدمة أهداف ملالي إيران ودعواتهم المشبوهة بتحويل الشعائر الدينية إلى تظاهرات وترديد شعارات طائفية لخدمة حكام طهران، وهو ما وقفت ضده بحزم وبقوة حكومة المملكة العربية السعودية وشعبها الذين يستشعرون واجبهم في خدمة ضيوف الرحمن والمسلمين جميعاً وتوفير أقصى الحماية والخدمات لكافة المسلمين الذين يقصدون الأراضي المقدسة، مما أفشل مقاصد ومساعي ملالي إيران، وأحبط كيدهم رغم توظيفهم بعض المرتزقة ممن يشاركونهم عبثهم الطائفي.
ومثلما أُحبط مسعى ملالي إيران فشل أيضاً مسعى معمر القذافي شريك «المحمدين» في مؤامرات الاغتيال والفتن، وتصدت حكومة المملكة العربية السعودية لكل محاولاته لتخريب مواسم الحج بما فيها الكشف عن إرسال المتفجرات والقنابل لقتل ضيوف الرحمن.
والآن ينضم تميم وحمد بن خليفة وحمد بن جاسم وكل قطري يدعم ويردد المطالب المشبوهة لهؤلاء الذين قبلوا تبني مطالب ملالي إيران، إلى قائمة أعداء الإسلام والملة ويحتلون مقاعدهم في دائرة الشر والإرهاب الذي يهدد مقدسات المسلمين، وسيكون مصيرهم مصير كل من استهدف الكعبة المشرفة والمقدسات الإسلامية، الخزي والعار اللذان سيكونان مواكبين لهؤلاء حتى بعد موتهم ورحيلهم عن هذه الدنيا الفانية.