سعد بن عبدالقادر القويعي
جاء الأمر الملكي بإنشاء رئاسة أمن الدولة؛ تجسيدا لرؤية - الأمير - نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - , عندما كان يرى ضرورة فصل القطاعات المرتبطة بأمن الدولة في جهاز مستقل؛ لتأتي موافقة, ودعم خادم الحرمين الشريفين - الملك - سلمان بن عبدالعزيز بنقل العديد من المهام الكبيرة إلى الجهاز الحديث المنشأ, وتحرير جهاز الداخلية المثقل بمهام كثيرة؛ من أجل حماية أمن الدولة, والتصدي للأخطار - الداخلية والخارجية - , وتعزيز القدرات في استباقية الهجمات التي قد توجه للوطن, وذلك من خلال كفاءة عالية في جمع المعلومات, وتداولها, وتحليلها بين عدد من الأجهزة الأمنية المتخصصة, والتي تندرج تحت الجهاز الرئيس لأمن الدولة.
في ذات الإطار، فقد قامت السعودية بخطوات جادة في مكافحة هذه ظاهرة الإرهاب - محلياً وإقليمياً ودولياً - ، وأسهمت بفعالية في التصدي لها وفق الأنظمة الدولية، والأعراف، والمواثيق؛ ولاجتثاث هذه الآفة الخطيرة من جذورها، وتجفيف منابع تمويل الإرهابيين، فإن إنشاء جهاز رئاسة أمن الدولة، سيعنى بكل ما يتعلق بأمن الدولة، والذي يرتبط مباشرة برئيس مجلس الوزراء، ويضم المديرية العامة للمباحث، وقوات الأمن الخاصة، وقوات الطوارئ الخاصة، وطيران الأمن لرئاسة أمن الدولة، وسينقل إليه كل ما له علاقة بمهامها في وكالة الشؤون الأمنية، وغيرها من الأجهزة ذات العلاقة بوزارة الداخلية، - وكذلك - ضم العديد من الأجهزة المهمة، مثل: الإدارة العامة للشؤون الفنية، ومركز المعلومات الوطني لرئاسة أمن الدولة.
من خلال برنامج التحول الوطني 2020 , ورؤية السعودية 2030 , نجد أنفسنا أمام مؤشرات إيجابية، ستمكن رئاسة أمن الدولة من التركيز على مكافحة الإرهاب - أمنيا واستخباراتيا - , ومراقبة تمويله ماليا. وسيسهل للرئاسة التواصل مع الجهات ذات العلاقة خارجيا، والتصدي لكل الأعمال التجسسية، ومحاولات بناء الخلايا الإرهابية؛ لضرب اللحمة الداخلية، كما سيقدم بشكل دوري، ومستمر تقارير ستساعد صانع القرار السياسي على اتخاذه في الوقت المناسب.
بالنظر إلى التجربة السعودية الناجحة في محاربة ظاهرة الإرهاب، فإن إنشاء رئاسة أمن الدولة، هو امتداد لخطوات المملكة، وقيادتها الحكيمة في مكافحة الإرهاب، ومحاربته، والتنسيق بين الدول، والاستعداد الكامل للتبادل الفوري للمعلومات الاستخباراتية، والبيانات الأمنية بأسرع وقت بين الأجهزة ذات العلاقة عبر وسائل مأمونة؛ انطلاقا من تكتيكات عملية منظمة، تعمل بالتوازي مع تحالفات استخباراتية قائمة على التعاون العالمي، ومبادرات ابتكارية للتطرف بعد أن أثبتت فعاليتها العالية.