أمل بنت فهد
ورقة الحج وتسييسه اهترأت بيد إيران لكثرة ما استخدمتها.. في كل مرة كانت تحاول إشغال العالم أجمع.. بافتعال مشكلة ليست لها وجود.. وتحاول أن تغطي على فضائحها وتعديها.. قضية حسمها التاريخ منذ زمن طويل.. بيد السعودية التي قدمت للحرمين الشريفين الغالي والنفيس.. في كل عام تتحدى المملكة معادلة مستحيلة الحل.. غاية في التعقيد.. بإدارة حشود بمختلف اللغات.. في مكان واحد.. وزمن محدد.. وكل مرة تسجل نجاحا يفوق العام الذي قبله.. تلك الورقة تم تمريرها حالياً إلى قطر.. لكن بعد أن فقدت معالمها.. لذا كانت أضعف من أن تؤدي حتى لإحداث زوبعة في فنجان.
ويبدو أن ورقة الحج تُستخدم لأغراض محددة.. وغالباً لا تحيد عنها:
إما لأشغال العالم عن قضية قائمة.. فأفضل تكتيك يمكن استخدامه حين تريد التحرك في الظلام دون أن ينتبه إليك أحد وتمسح أثرك.. أن تفتعل حريقاً في مكان ما.. حينها تفعل ما بدا لك.. لأن الجميع مشغول بإخماد الفتنة.
أو محاولة للفت الانتباه بعيداً عن قضية الساعة.. لحاجتهم الماسة إلى الوقت.
أو للتغطية على فضائح قاربت على الظهور.. وانكشافها بات مسألة وقت!
وأخيراً محاولة يائسة للتشكيك في قدرات السعودية أو نزاهتها.
خدمة بيت الله وحجاجه وزواره.. نعمة منَّ الله علينا بها.. كل من لبى نداء الحج نخدمه حباً وطاعة لله قبل كل شيء.. ملكياً وشعباً.. لا نمن على أحد.. بل نفرح بالعناء والتعب والجهد حين يؤدي كل حاج، وأي حاج مناسكه.. ولسنا بصدد الدفاع عن أنفسنا.. بل نذكر الشعوب أن ملكنا وحده من تشرف بأن يكون خادماً للحرمين.. ونحن أيضاً نتشرف أن نكون خدام الحرمين الشريفين.. وطني من الحكمة والنبل والقدرة أنه لم يخلط يوماً بين موقف سياسي وبين حجاج بيت الله.. بل كان ولا يزال يفصل بينهما فصلاً تاماً في مواقف لا يقدر عليها غيره.
وأخيراً..
لن ننجرف خلف العابثين.. نحن هنا نعمل سوية من أجل الوطن.. وكل فتنة هدفها إشغالنا عنه.. عن بنائه.. عن حبه.. وعن حل أي مشكلة يمكنها أن تجرحه.
وقطعاً لن تكون هذه آخر الفتن.. بل سيأتون بغيرها ومن مكان آخر.. وبذات الطريقة.. أو ربما يسعفهم الذكاء قليلاً ليأتوا بجديد.. إلا أن موقفنا واحد أمام أي حدث.. أو افتراء.. أو دسيسة.. حين يحاولون اختراق الصفوف السعودية.. حين يحاولون هز الثقة.من فضائل الأزمات أن تعلمنا كيف نذود عن الوطن.. وتخبرنا الكثير عن أطماعهم التي لا تنتهي.