فهد الحوشاني
منذ بداية هذا العام ومركز الملك فهد الثقافي تدار في أروقته اقداح الثقافة والفنون لمتذوقيها وجمهورها.. يتم تنظيم ذلك في أجواء احتفالية تحتاجها العاصمة لتعيش الحياة التي تحتاجها المدن، لتعلن عن أنها تأخذ في اعتبارها احتياجات الإنسان الذي يعيش فيها، ومنذ بداية العام والمركز يوقد مشاعل للثقافة والفنون والترفيه.
عشرات البرامج الكثير منها كان استثنائيا ولم يسبق أن شوهد من قبل في العاصمة إلا بعد أن أعلن عن ولادته على خشبة المسرح الكبير في المركز الثقافي.
لم يعد المركز مستضيفا للبرامج والفعاليات بل ايضا مبادرا ومنتجا لبرامج حققت النجاحات النوعية والتي اجتذبت جماهير ملأت مقاعد مسرحه الذي يستوعب أكثر من ثلاثة آلاف مشاهد, ومن يتابع برامج المركز وفعالياته سيجد أن هناك تغييرا حقيقيا في نوعية ما يطرح ويقدم للجمهور، رحب به المثقف بل وشارك فيه منظما ومخططا وضيفا.
وربما تيمنا بالسلاسل الادبية أطلق المركز سلسلة من الليالي فكانت ليالي الرواية والشعر والفلكور وغيرها.
وفي جعبة المسؤولين الكثير من البرامج النوعية والتي خطط لها أن تشمل شهور السنة.
المركز عاد ليمثل نفسه كصرح ثقافي، فلم يعد يستضيف المعارض والمؤتمرات المتخصصة التي تتبناها الشركات والتي لا تهم الجمهور وليس لها علاقة بالثقافة والفنون! عاد إلى وضعه الطبيعي كصرح ثقافي أعطى للرياض صبغة المدينة الجاذبة.
أكتب هذا المقال بعد وقت قصير من عرض مسرحيتين هما (عملة معدنية) و (تراعيب) فكان الجمهور كبيرا اضطر معه المسؤولون لفتح قاعة إضافية وعرض المسرحيتين على الشاشة.
وليست كثرة الجمهور فقط هو الملفت، بل حضور العائلات بتلك الأعداد الكبيرة، وقد امتلاء مبكرا القسم المخصص للنساء، مما يعني أن الجمهور يثق بالمنتج الثقافي للمركز ويعني ايضا أن المسؤولية كبيرة على المسؤولين في المركز وعلى رأسهم مشرفه العام الأستاذ محمد السيف للاستمرارية بنفس المستوى، ولن تبقى تلك الجهود في مسارها إلا باستمرار الدعم من قبل الوزارة لكي يبقى المركز متنفسا يقدم خدماته الثقافية والفنية للجمهور (مجانا) باعتباره مركزا قوميا لايهدف للربح مقابل ما يقدمه من أنشطة وبرامج نوعية تقدم لكافة الأعمار والشرائح.