إبراهيم عبدالله العمار
يقول جونا ساكس -وهو رئيس شركة دعائية في نيو يورك- معلقاً على الطريقة الدنيئة لشركات الدعاية: «منذ أن ظهر أسلوب الدعايات الحديث فإن الدعائيين اعتمدوا على طريقة استهداف النقص لدى الناس، والطريقة سهلة: فقط قل للناس أن العالم خطير، وأنهم ينقصهم الكثير من الأشياء، وأن الناس لا يرغبون فيهم، ثم اعرض عليهم الدواء السحري، ألا وهو المنتَج الذي تبيعه!».
جراحة التجميل مثلاً قائمة على هذا، وشركات الدعاية التي توظّفها هذه العيادات تستهدف نقاط النقص لديك، والشعور بالنقص أقوى لدى المرأة ولذلك تجد النساء أكثر الزبائن لدى هذه العيادات، ولا تفتأ شركات الدعاية هذه تروّج لزبائنها - أي العيادات التجميلية - وذلك بأن تُشعركن بالنقص، فتجدين الكثير من الدعايات التي تحثكِ على تركيب «التلبيسات» لتحسّن مظهر أسنانك، عملية شد وجه لمظهر أشبّ، عملية تكبير صدر لهيئة أحسن، حقن بوتوكس لتحسين الجلد المتهدل، وهلمّ جراً.
غير العمليات فهذا الإشعار المستمر بنقصكِ وسمنتكِ يحث الكثير من النساء على أنظمة غذائية سيئة أو التقليل المفرط من الأكل، ولا عجب، فحتى عارضات الأزياء والمشهورات لا يسلمن من ذلك، فعندما تأتي العارضة الجميلة الرشيقة وتخضع لجلسة تصوير لحملة دعائية، فحتى نحافتها البالغة هذه لا تكفي، فالغالبية من الدعايات تغيّر مظهرها رقمياً لتجعلها أنحف أو أكثر بياضاً أو أقل نمشاً! فكيف ستشعر ربة المنزل أو الفتاة العادية؟ وقد وجدت دراسات أن النساء يشعرن بنوع من الحزن والضيق بعد قراءتهن للمجلات النسائية التي تمتلئ بدعايات كتلك، فتنتهي من قراءة المجلة وتشعر أنها سمينة قبيحة منفّرة.
لذلك الغالبية من النساء يشعرن بعدم الرضا عن أجزاء من شكلهن، فهذه تتمنى أسناناً أكثر بياضاً وتلك تتمنى خصراً أنحف وهذه تريد شعراً أكثر كثافة وهؤلاء يردنَ حواجب أفضل، وكلما زاد قلقك من مظهرك زادت أرباح تلك الشركات. هذا لا يعني أن تتركي التجمّل، بل المقصد أن لا تبالغي فيه وتقلقي وتحزني لتحاولي الوصول لمعيار مستحيل من الجمال.