سلطان المهوس
الطعن بكفاءة وعدالة وأخلاق من يوكل لهم مهام تطبيق العدالة يعتبر حدثاً مجلجلاً ومثيراً ويحمل بين طياته قلقاً حقيقياً يظهر جانباً من أشد أنواع الفساد حتى يتبين العكس ومهمة المؤسسة الحاضنة لمطبقي العدالة تستوجب حمايتهم والذود عنهم وعن أخلاقياتهم فيما الصمت يعزز من القلق الذي يكبر ليخلق "فضيحة"..!!
على الهواء مباشرة ظهر حكم دولي سابق ومقيم حكام حالي مثيراً عاصفة من الاتهامات المفصلة التي هدفت لوصف معسكر حكام دوري "جميل" بفالنسيا الإسبانية بالمعسكر "الفضيحة"..!!
لست مهتماً بالدخول بنوايا صاحب الاتهامات التي وصلت حتى التشكيك العلني في أخلاقيات الحكام وربطها بخلافاته الشخصية مع اتحاد القدم أولجنة الحكام بل بالزلزال الذي أحدثه حينما قال واصفاً أجواء المعسكر السلبية: هناك أشياء لا أستطيع قولها بالتلفزيون ولا تصلح أن تقال أمام الناس!!!!
سأمرر حديثه عن سوء التغذية والتدريبات وغطرسة مارك كلاتنبيرج والإهمال بمواعيد النوم وحضورهم للسكن بعد الثانية ليلاً والمغادرة دون اكتمال عدد الحكام، وسأعتبره نقداً لاذعاً وسأصفي النية لأصفه بالهادف لإصلاح حال مائل لكن من سافروا استعداداً لتطبيق عدالة المنافسات كانوا -بنظره- يمارسون أعمالاً لا يمكن البوح بها أمام الناس وهو أخطر اتهام يواجهونه ويواجهه اتحاد القدم الذي عليه أن يمارس أدنى درجات الشجاعة ويحفظ كرامة حكامه ويواجه الاتهامات ومطلقها بقوة وبالقانون فالصمت يعني القبول الفوري بصحتها وهو ما اعتبره "فضيحة عصر ذهبي جديد"..!!
بدوري أتساءل: هل التوقيع مع شركة تأجير سيارات أهم من سمعة حكام سيكونون قضاة المنافسات الكروية؟؟
مثل تلك الاتهامات لو حدثت بأي دوري يحترم "نفسه" لتأججت الأحداث ولأصبحت عنواناً مدمراً لمستقبل اللعبة ولذلك فإن المسارعة لكشف حقيقتها واجب شرعي قبل أن يكون إداريا، فالمس بسمعة أهم عناصر اللعبة ليس هيناً للحد الذي يجعل من اتحاد القدم "جباناً" لا يظهر سوى بمراسم التوقيع مع شركة تأجير سيارات أو مطعم أو سوبرماركت!!
الثقة موجودة والأمانة غير قابلة للتفاوض لكافة عناصر اتحادنا الكروي ما لم يحدث العكس والخروج من ثقافة " لا تردون عليهم" ليس أمراً حتمياً فقط بل نهج إداري شفاف وشجاع، فالخصخصة ستكون "مهزلة" أمام اختراق أخلاقي يضرب قضاة الملاعب ويجعلهم من عشاق "ليالي فالنسيا" الوردية..!!
سأل الكاتب أحمد الفهيد يوماً " أين ذهبت 87 مليون ريال وكيف طمست بثلاث ساعات"؟؟
لم يرد عليه أحد من اتحاد القدم لأنهم اعتبروه "عدواً" انتخابياً سابقاً وطمسوا هوية النقد الشفاف ولا زال سؤاله مشرعاً يجب أن يرد عليه!!
اليوم وصل مدد الاتهامات للحكام وبطعن مباشر لهم ولا يعلم مسيرو الاتحاد أن الاتهامات ذخيرة ستستخدم ضدهم أثناء الموسم فيما لو تجاهلوا الرد عليها، فالإعلام -حظهم- مشغول بقضايا إقليمية وبطولة عربية والأندية بالخارج والحساب النقدي لم يبدأ حتى الآن فعلياً!!
كونوا أقوياء في الوقت المناسب ولو لحظة ولا توسعوا دائرة الهروب للأمام فقديماً قيل "من لا يسرق لا يخاف" وأنتم أهل للأمانة والثقة والقبول والأخلاق، ولا أعتقد أن اتهامات خطيرة تمس حكامكم بسوء تمر أمامكم ببساطة ودون حساب "شرعي" إلا إذا كان الشق أكبر من الرقعة فذلك أمر آخر..!!
قبل الطبع:
ثمة حياة واحدة فقط.. عشها بشجاعة..!!